استعاد المهاجم الفرنسي كريم بن زيمة خلال الموسم الحالي «شبابه» الذي كاد «يضيع» مع النادي الملكي في المواسم الماضية، وشرع يقوده إلى تحقيق نتائج إيجابية بمستوى فني وتهديفي جعلت منه بحسب المتتبعين على مسافة غير بعيدة من النجمين ميسي ورونالدو لكن بعد تجاوزه الظاهرة رونالدو! قبل أسبوع التحق مهاجم ليون الفرنسي سابقاً بالنجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو بعد إحرازه أهدافاً في شباك 29 فريقاً ب «الليغا الإسبانية»، أي جميع الفرق التي واجهها في الدوري الإسباني، بواقع 85 هدفاً مع ريال مدريد. ودفع هذا الإنجاز غير المسبوق لابن زيمة صاحب 27 عاماً صحيفة ماركا الإسبانية المتخصصة إلى التساؤل حول ما الذي يمنع بن زيمة ليكون على طراز رونالدو وميسي؟ وتضيف: «خصوصاً بعد أن ازدادت قدرته التهديفية في الفترة الأخيرة، حتى أنه تقدّم على النجم البرتغالي في الأسابيع الأخيرة منذ بداية 2015، وتنوعت الطرق والأساليب التي يحرز بها أهدافه، مرة بالكعب وأخرى بالرأس، وثالثة بالمراوغة والتوغل أو من تمريرات طولية». وبالأرقام وصل بن زيمة إلى الهدف رقم 85 مع ريال مدريد في الدوري الإسباني، في حين سجل الظاهرة البرازيلي رونالدو، الذي يعد مثله الأعلى 83 هدفاً مع «الفريق الملكي» في «الليغا». وتمكّن بن زيمة من خلال الهدف الأخير أمام نادي إلتشي في الدوري المحلي من أن يحتفظ بموقع له في التصنيف التاريخي لهدافي ريال مدريد، إذ جعله يحتل المركز ال12 إذ يملك 130 هدفاً سجلها في 269 مباراة. ويحتل المهاجم الفرنسي حالياً المركز ال17 في سلّم الأهداف على صعيد الدوري الإسباني برصيد 85 هدفاً في 180 مباراة. ونجح المهاجم الفرنسي حتى الآن في تسجيل 12 هدفاً في الدوري الإسباني هذا الموسم، علماً بأن أكثر عدد من الأهداف سجلها في «الليغا» مع «الملكي» كان 21 هدفاً وذلك في موسمه الثالث في سانتياغو برنابيو. ولم يخطئ مدربه في «النادي الملكي» الإيطالي كارلو أنشيلوتي حين وصفه بالمهاجم «صاحب التسديدات الرائعة من مختلف الوضعيات داخل الميدان»، لكنه أضاف موضحاً: «إنه ليس مهاجماً خاصاً بمنطقة الجزاء، لكنه يحسن التحرك فوق الميدان بشكل جيد جداً». وعلّق أنطونيو روميرو أحد الصحافيين العاملين بصحيفة آس الإسبانية عن تألق المهاجم الفرنسي قائلاً: «أمام إلتشي كان بن زيمة أفضل لاعب في الهجوم، رُفض له هدف رائع، لكنه كافح إلى أن تمكن من تحويل تمريرة رونالدو إلى هدف، هذا أمر جيد لأنشيلوتي، وريال مدريد يشكره عليه». لكن أي سر يحمله التطور الكبير وغير المسبوق للاعب الجزائري الأصل مع النادي «الملكي» هذا الموسم حتى بات أحد أضلاع هجومه الناري، الذي لا يمكن لأنشيلوتي الاستغناء عنه؟ كشفت تقارير إعلامية إسبانية أخيراً أن «سر التفوق البدني والفني لابن زيمة في الآونة الأخيرة يعود إلى استخدامه إحدى وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تُدعى السترة الكهربائية، التي يرتديها بن زيمة بشكل مضطرد أثناء وجوده في منزله». وأشارت التقارير إلى أن هذه السترة تؤدي وفقاً لرأي الخبراء، إلى إفقاد مرتديها للدهون الزائدة وزيادة حجم العضلات. كما أنّها تساعد على اكتساب المزيد من السرعة في رد الفعل على حد تعبيرها. لكن هذا التألق والتطور المستمر للاعب ب«الليغا»، الذي يلقى اعتراف النقاد والمتتبعين وثناء جماهير «النادي الملكي»، لا يقابله اعتراف مماثل من جماهير المنتخب الفرنسي الذي يعد بن زيمة حالياً، أحد لاعبيه «المخضرمين»، خصوصاً بعد اعتزال فرانك ريبيري ورحيل سمير نصري بطريقة «دراماتيكية». ويقول المدرب ديدييه ديشان تعليقاً على وضعية اللاعب مع منتخب «الديكة»: «إنه الأكثر استهدافاً وانتقاداً هنا (فرنسا)، أكثر من الخارج. وأجد أن هذه الوضعية غير عادلة». وأضاف: «في فرنسا يطالبونه دوماً بتقديم أفضل ما لديه. يبدو لي أن التشكيك في قدراته كمهاجم كبير أمر غير معقول. كريم لم يقدّم سوى مباريات كبيرة معنا. لكنه يقدّم أيضاً أشياء كبيرة. لديه القدرة على اللعب في المستوى العالي. إنه في أفضل مرحلة منذ مواسم عدة. ولا يمكن تقديم مستويات كبيرة مع نادي عالمي بحجم ريال مدريد بالصدفة. إنه عنصر مهم في ريال مدريد وفي منتخب فرنسا». ويقر بن زيمة حول الوضع «غير الطبيعي» – بحسب تعبيره - «إن المشجعين في فرنسا يذهبون في اتجاه غريب عندما يتحدثون عني، على العموم فعندما أسجل يقولون اللاعب الفرنسي، وعندما أفشل في التسجيل أو تكون هناك مشكلة ما، يقولون عني عربي!»، قبل أن يستطرد معقباً: «على الجميع أن يهدأ، أنا أحب المنتخب الفرنسي، والجزائر بلدي، وفرنسا بلدي من الناحية الرياضية فقط».