يبدو أن وجود عمالقة وأبطال للمشهد في البيت المدريدي والبرشلوني مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي لم يعد كافياً لمسيري الفريقين إذ أشعلا «الكلاسيكو» الأول في هذا الموسم قبل بدايته اليوم (السبت) ضمن المرحلة التاسعة من الدوري الإسباني، بعد تعاقدات ضخمة شهدتها سوق «الميرنغي» و«البلاو غرانا» في الصيف الماضي، كيف لا والكولومبي جميس رودريغيز «موهبة المونديال» يتزين بالقميص «الأبيض»، فيما سيكون «السانتياغو برنابيو» شاهداً على أول لمسة للأوروغوياني لويس سواريز وهو يمثل برشلونة بعد إيقاف دام أكثر من ثلاثة أشهر. المباراة التي يترقبها العالم بأسره تتزين بالنكهة اللاتينية، فإذا ما كان الأرجنتيني ميسي حاضراً بقوة منذ سنوات، فإن رودريغيز الكولومبي، وسواريز الأوروغوياني، سيقتسمون من كعكة «الكلاسيكو»، الأحوال تتشابه، والقوى ضاربة، والطموحات في قمتها، والفصل سيكون في «مدريد»، فهل ستبتسم الأرض لأهلها، أم أن للضيوف أحكام أخرى؟ برشلونة صاحب الدفاع الأقوى في الدوري لم تهتز شباكه في ثماني مباريات فتربع على الصدارة مع 22 نقطة بفارق 3 نقاط عن إشبيلية الثاني و4 نقاط عن ريال مدريد صاحب أقوى هجوم الذي دك شباك خصومه ب30 هدفاً نصفها لهدافه الأسطوري البرتغالي كريستيانو رونالدو، فأعاد تقويم مساره بخمسة انتصارات متتالية بعد خسارتين باكرتين أمام ريال سوسييداد (2-4) وجاره أتلتيكو مدريد حامل اللقب (1-2). رونالدو أفضل لاعب في العالم للموسم الماضي، حقق بداية خيالية سجل فيها 15 هدفاً حتى الآن بتسجيله ثنائية خلال الفوز الكاسح على أرض ليفانتي (5-صفر) الأسبوع الماضي، فبات أول لاعب في تاريخ الليغا يسجل 15 هدفاً في 8 مراحل، علماً بأن الدولي البرتغالي لعب 7 مباريات فقط في الليغا هذا الموسم لأنه غاب عن المباراة أمام ريال سوسييداد بسبب الإصابة. ورفع ال«دون» رصيده التهديفي هذا الموسم إلى 20 هدفاً في 13 مباراة في مختلف المسابقات، وإلى 272 هدفاً في 259 مباراة في مختلف المسابقات مع النادي الملكي و192 هدفاً في 172 مباراة في الليغا. أما ميسي، أفضل لاعب في العالم بين 2009 و2012، فقد سجل في مرمى إيبار هدفه ال250 في الليغا وبات على بعد هدف واحد فقط من معادلة الرقم القياسي لأفضل هداف في تاريخ الليغا مهاجم أتلتيك بلباو تيلمو زارا (251) الذي لا يزال صامداً منذ 59 عاماً، كما سجل 9 أهداف و11 تمريرة حاسمة في 11 مباراة حتى الآن. لكن إنريكي يواجه امتحاناً شخصياً، إذ يعتبر من الشخصيات المكروهة في مدريد بعد انتقاله من ريال إلى برشلونة، ويتوقع أن يحظى باستقبال ساخن في أول كلاسيكو له على المقعد التدريبي لبرشلونة. أمضى إنريكي (44 عاماً) خمسة أعوام في صفوف ريال (1991-1996)، لكنه صنع اسمه مع برشلونة (1996-2004)، إذ أصبح قائداً للفريق وأحد أبرز رموزه، خصوصاً خلال تسجيله في مرمى الميرينغي. وفي المعسكر المقابل، يبدو ريال في حال رائعة، مع رونالدو وباقي ترسانة المدرب أنشيلوتي، وعلى رأسها صانع اللعب الكولومبي خاميس رودريغيز، المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة وساعد الدفاع الألماني طوني كروس، لكن بطل أوروبا سيفتقد جناحه الويلزي الطائر غاريث بايل بسبب إصابة عضلية. وذهبت الأفضلية الموسم الماضي لبرشلونة في الدوري، إذ فاز ذهاباً على أرضه (2-1)، وإيابا في مدريد (4-3) بعدما كان متأخراً (3-2) في مباراة طرد فيها مدافعه سيرخيو راموس الذي غاب عن مباراة ليفربول بسبب الإصابة.