أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان الولاياتالمتحدة قد تدرب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة وتوفر لهم معدات كي يقوموا بعمليات ارشاد من الارض لمقاتلات التحالف الدولي - العربي لشن غارات على مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، لافتة الى انه تم اختيار 1200 مقاتل معارض كي يخضعوا لتدريبات. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية نائب الاميرال جون كيربي خلال مؤتمر صحافي ان المرحلة الاولى من عملية تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة ستركز على اساسيات القتال فقط، لأن مهمة الارشاد من الارض صعبة وتتطلب مهارات عالية لأنها تتضمن التواصل مع الطائرات لتحديد اماكن الاهداف. لكن كيربي استدرك: «لا يمكنني ان استبعد احتمال ان نرى في وقت ما انه من المفيد ان تكون لدى (هؤلاء المقاتلين) القدرة على المساعدة في تعيين الاهداف من الارض». وأضاف: «يهمني ان لا يكون قد تولد لديكم انطباع بأننا سندرب مراقبين جويين سوريين محترفين لأن الامر ليس كذلك». ومن المقرر ان ينتشر في تركيا والسعودية وقطر ما مجموعه الف جندي اميركي للمساعدة في تدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة لارسالهم لاحقاً الى سورية لقتال تنظيم «الدولة الاسلامية». وأفاد مسؤولون اميركيون وكالة «فرانس برس» ان البنتاغون سيزود هؤلاء المقاتلين بشاحنات «بيك-اب» ومدافع رشاشة وذخائر واجهزة اتصال لاسلكية. ولفت كيربي الى انه خلال المعركة الأخيرة للسيطرة على مدينة كوباني (عين العرب) السورية الحدودية مع تركيا تلقت المقاتلات الاميركية ارشادات من الارض من المقاتلين الاكراد الذين كانوا يبلغونها بمواقعهم ومواقع اعدائهم من عناصر «داعش». لكن الناطق نفى صحة معلومات أفادت بأن المقاتلين الاكراد ادوا في تلك المعركة دور مراقبين جويين محترفين. وتقوم الاستراتيجية الاميركية ضد جهاديي الدولة الاسلامية على هزيمة هذا التنظيم في العراق اولاً. اما في سورية فتقول واشنطن ان الامر يتطلب على الارجح سنوات عدة قبل ان يتمكن مقاتلو المعارضة المعتدلة من احراز تقدم ضد المتطرفين. وقال البنتاغون انه تم اختيار 1200 من مقاتلي المعارضة السورية للمشاركة في برنامج التدريب، ضمن خطة لتدريب خمسة آلاف سنوياً. وقال مسؤول أميركي ان حوالي ثلاثة آلاف مقاتل قد يتم تدريبهم بنهاية 2015. ومن المتوقع ان تجرى عملية التدقيق لاختيار المقاتلين باستخدام قواعد بيانات للحكومة الاميركية وايضاً معلومات استخباراتية من شركاء للولايات المتحدة في المنطقة. وقال مسؤول اميركي متحدثاً شريطة عدم الكشف عن اسمه ان التدريب من المرجح ان يبدأ في الاردن. وأبلغ كيربي مؤتمراً صحافياً في البنتاغون: «يوجد حوالى 1200 فرد تم تحديد هويتهم للمشاركة، مشاركة محتملة، في هذه العملية وفي هذا البرنامج. اين سيجري تدريبهم؟ ليس لدي الآن معلومات عن ذلك». وقالت الولاياتالمتحدةوتركيا الثلثاء انهما تتوقعان ان توقعا قريباً اتفاقاً في شأن تدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة. وتأمل تركيا بأن يدعم البرناج ايضاً المعارضة الأوسع في قتالها ضد نظام الرئيس بشار الاسد، لكن مسؤولين اميركيين اوضحوا ان هدف برنامج الجيش للتدريب هو محاربة تنظيم «الدولة الاسلامية». وأبلغ مسؤولون اميركيون «رويترز» ان المقاتلين السوريين سيجري تجهيزهم بمعدات مثل شاحنات صغيرة مكشوفة مجهزة برشاشات وأجهزة للاتصال اللاسلكي واجهزة متصلة بالنظام العالمي لتحديد المواقع. ومن المتوقع ان يبدأ تدريب هؤلاء في 10 آذار (مارس) المقبل. وقد وصل الى المنطقة منذ الآن حوالى 100 مدرب اميركي للقيام بهذه المهمة، بحسب ما افاد كيربي. وكان البنتاغون أعلن سابقاً ان 400 جندي اميركي بينهم افراد قوات العمليات الخاصة سيقومون بتدريب المقاتلين السوريين. وسيجري ارسال مئات آخرين من الجنود لدعمهم. وقدر كيربي ان الحجم الاجمالي للقوة المشاركة في بعثة التدريب قد يصل الى حوالى الف جندي.