ظهرت في خطابات القادة العرب المشاركين في قمة اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري في منظمة المؤتمر الاسلامي (كومسيك) في اسطنبول امس، تحذيرات من مخاطر جمود عملية السلام ومحاولات «تهويد» القدس. كما برز على هامش القمة دعوات الى «حلول اقليمية» للمشاكل التي تعانيها بعض مناطق الدول الاعضاء ال57 في «المؤتمر الاسلامي»، تبلورت بلقاءات خاصة للدول المجاورة لافغانستان ومجموعة الاتصال المتعلقة بالبوسنة والهرسك، اضافة الى لقاءات ثنائية بين القادة ال14 المشاركين في القمة التي جرت بغياب الرئيس السوداني عمر حسن البشير. وكان من ابرز اللقاءات الثنائية، اجتماع الرئيس التركي عبد غل مع نظيره الايراني محمود احمدي نجاد لدعم «خيار الحوار» مع مجموعة «5+1». كما جرى لقاء بين الرئيس نجاد والرئيس السوري بشار الاسد. كما عقد لقاء ثلاثي ضم وزراء خارجية سورية وليد المعلم وايران منوشهر متقي وقطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأكدت مصادر مطلعة عدم حصول أي خلاف بين المشاركين إزاء البيان الختامي الذي قرأه الرئيس التركي ملخصاً نتائج المؤتمر، وشدد على ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين «كومسيك» واستعجال تنفيذ التوصيات التي رفعها وزراء الاقتصاد في منظمة المؤتمر الإسلامي لتسهيل عبور البضائع وتبادل تقديم الأفضليات للمنتجات. وكان غُل قال في الجلسة الافتتاحية للقمة إن بلاده ترى أن المشاكل الإقليمية «تقع ضمن مسؤولية الدول الأعضاء الواقعة في المنطقة نفسها، وعلى هذه الدول إيجاد الحلول لها». وحذر من أن «التوترات التي تشهدها الأماكن المقدسة في القدس الشريف تثير مخاوفنا، في وقت تتركز جهودها على إحياء مفاوضات السلام». وأكد الأسد أن «فشل المفاوضات في إعادة الحقوق كاملة يعني في شكل آلي، حلول المقاومة كحل بديل»، مضيفاً أن «مقاومة الاحتلال واجب وطني ودعمها من قبلنا هو واجب أخلاقي وشرعي ومساندتها شرف نفاخر به وهذا لا ينفي أبداً رغبتنا الثابتة بتحقيق السلام العادل والشامل على أساس عودة الأراضي المحتلة». وكان لافتاً عدم تطرق الرئيس الإيراني، في خطابه الافتتاحي، إلى موضوع البرنامج النووي، واقتصر على تأكيد أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول «كومسيك» وضرورة الاستقلال عن النظام الاقتصادي العالمي، كما دعا إلى زيادة التعاون بين إيران وتركيا وسورية والعراق. وهيمنت عملية السلام والتحذيرات من «تهويد» القدس على خطابي رئيسي الوزراء الأردني نادر الذهبي والفلسطيني سلام فياض. ودعا الذهبي إلى ضرورة تحرك المجتمع الدولي ل «خلق البيئة المناسبة» لاستئناف المفاوضات لتحقيق «حل الدولتين». وأكد أن القدس بالنسبة إلى الأردنيين «خط أحمر». اما فياض، فقال إن إسرائيل تسعى إلى «فرض روايتها التاريخية» بديلا من المرجعيات الدولية، معتبراً أنه «آن الاوان ليستخلص المجتمع الدولي العبر من عدم تحقيق عملية السلام الأهداف المرجوة منها». وطالب ب «الوقف الشامل» لجميع أشكال الاستيطان، ليكون «مقدمة لانطلاق عملية سلام جادة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال»، مجدد «الالتزام الثابت» بعملية السلام لإنهاء الاحتلال.