الحلم غريزة طبيعية في الإنسان، تختلف من شخص لآخر، فقد يحلم البعض أحلاماً صغيرة يحدوها الأمل عسى أن تتحقق، ومعظمها مستقبلية، كالوظيفة أو امتلاك منزل ومركبة أو زواج وغير ذلك، وهذه الأحلام قد تتحقق وقد لا تكون، وإن تحققت فهي محصورة في ذلك الحالم، وإن لم تتحقق فلن تضر غيره، وما دام الإنسان في هذه الحياة فأحلامه وأمانيه قائمة، ولكن عندما يحلم العظماء تختلف الرؤية والحلم والأمنية لأنها أكثر شمولية واتساعاً، والعظماء والعباقرة إنما هم شهب كتب عليها أن تحترق لإنارة عصورها، أسماؤهم مكتوبة على صفحات الحياة... حياتهم طموح وعزيمة وإرادة... عقولهم منيرة بالفكر المطلق والعلم الراسخ، يحلمون فيغيرون العالم إلى الأفضل، جعلوه يقفز فوق مئات العصور بين لحظة فكرة ولحظة عمل... إنهم يملكون الهدف الواضح والنيات السامية تجاه أمتهم وحضاراتهم، خطوات نحو تحقيق الحلم لأنهم يملكون الشجاعة والإرادة. حلم العظماء إنما هو حلم أمة وإرادة... حلم مستقبل... حلم حياة، ولنقف لحظة تأمل وفخر مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حلم سيكتب بحروف من ذهب ويخلد ما بقي الدهر... حلم أضاء العالم بنور العلم والوفاق... لقد تحقق الحلم العظيم، حلم ال25 عاماً، لينبثق من هذا الحلم جامعة الملك عبدالله التي وجدت لتكون صرحاً علمياً ومعرفياً، وإشعاعاً حضارياً، ومنارة شاهقة، يبث منها نور العلم وجوامع المعرفة واكتناف طلاب العلم والمعرفة من جميع أقطاب العالم... لتكن قاعات هذه الجامعة الأم مجمع التآخي والوئام والصف الواحد، فليحلم قادة هذه الأمة حلم العطاء والتقارب وتخطي حواجز السطور وتنقية القلوب... وأن يضعوا بين وجدان قلوبهم وذوات أرواحهم كلمة «نعم» للبناء وكلمة «لا» للهدم، وأن تمحو من عقولهم كلمة مستحيل، وأن تكون هذه الكلمة مفردة ليس لها مكان في قواميس كلماتهم... فليهنأ العالم بهذا الملك «ملك الإنسانية»، صاحب القلب المليء بالإيمان، وليدم مجدك ورعاية الله لك. [email protected]