لم تكن فكرة الصديقتين ديم السرور ونورة السبيعي لإنشاء حملة تثقيفية من أجل التوعية بأطفال متلازمة داون بهذه السهولة، إذ إن أشقاءهما أطفال متلازمة داون ويحسون بهم ويعرفون مشاريعهم وأحلامهم وماذا يريدون أن يحققوا لذلك فكروا سوياً في حملة «نحن نثقف» لكل ما يخص متلازمة دوان بطريقة جميلة وسهلة تصل إلى كل فرد بالمجتمع. تقول ديم: «فكرنا بالحملة لنشر ثقافة جديدة عن متلازمة داون وذويها، بحيث كانت الفكرة خروج شقيقتي وشقيق نورة «سارة و ناصر» للحديث عن المعلومات الطبية، وطرق التأهيل والتدريب وتدرجنا في مواضيع الحملة وتحدثا سارة وناصر عن الخلل في الكروموسومات الذي يسبب متلازمة داون وثم مرحلة الولادة والعلاج الطبيعي، وصولاً إلى التأهيل الاكاديمي، عن طريق مراكز خاصة وعن طريق الدمج بالمدار. وتضيف: «تم توجيه رسائل لإصلاح المشكلات بالبرنامجين عن طريق الأطفال، وثم تحدثنا عن مرحلة التأهيل الوظيفي بحيث طالبنا بحقوق ذوي متلازمة داون الأكبر سناً وأهم حق هو الوظيفة التي تلائمهم». وتشير بأن الهدف من الحملة نشر ثقافة جديدة عن ذوي متلازمة داون وإيصال مطالب ورسائل بلسان الطفلين «سارة وناصر» وطرقهم بالتعبير. وشاركوا في فعاليات اليوم العالمي لمتلازمة دون في 21 آذار (مارس)، من كل سنة من الفترة 2008-2014، بالعديد من المشاركات عن طريق أفلام توعوية، وحملات تعريفية، عن متلازمة داون ومعارض لمواهب ذوي متلازمة داون في السعودية والكويت والإمارات، ويحضرون لفعالية هذه العام من خلال فيلم قصير يحكي مشوار حملتنا الذي ما زال ببدايته. وتضيف: «واجهنا العديد من ردود الفعل المتفاوتة بين القبول والإعجاب بما قدمناه وأيضا رفض الفكرة وإنكار حق الخروج بكل ثقة لذوي متلازمة داون، والمجتمع منقسم إلى قسمين قسم صغير يرحب بوجود ذوي الإعاقة وخصوصاً الإعاقات العقلية مثل متلازمة داون وقسم أكبر يرفض التعامل معهم، لذا كانت مهمتنا الأصعب؛ إذ نصل لهم عن طريق برامج التواصل الاجتماعي والمشاركة في معارض متنوعة تقام على مدار السنة وأيضا من ضمن التحديات التي تواجهنا هي استقبال الجامعات والمدارس لحملتنا فقد صاحبها بعض الاستنكار، ولكن نحن يجب علينا أن نستمر وألا نتوقف في التوعية من أجل ضمان مستقبل أفضل لسارة وناصر وكل ذوي متلازمة داون بالمجتمع. وتشير إلى أن «الإحباط» هو أكبر الصعوبات التي يواجهونها من بعض الأشخاص بالمجتمع ورفضهم تقبل فكرة اندماج ذوي متلازمة داون، وهذا يعود إلى أسباب عدة، تقول: «من أهم الأسباب عدم معرفتهم بالمعلومات الصحيحة عن ذوي متلازمة داون وجهلهم بهذا الموضوع، وهنا يكمن دورنا كأسر وجد بيننا أفراد من ذوي متلازمة داون، نعمل ونأمل لإيصالهم لأعلى مستويات التدريب والنجاح». وتؤكد أن «سارة وناصر» سبب خروجهما في هذه الحملة يرجع إلى سبب نجاحنا حتى الآن ببداية مشوارها، لهم مشاركات سابقة ويطمحون دائماً في تنويع مشاركاتهم وتطوير أفكارهم، لذا خرجت حملة نحن نثقف بأفكارهم وطريقتهم بالحديث والحملة بدأت منذ خمسة أشهر تقريباً، وانتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وثم إلى أرض الواقع عن طريق استضافة الجامعات والمدارس لها ونخطط مستقبلاً لفعاليات متعددة. وأخيراً يخططون لتنظيم مشاريع عدة للحملة من أهمها «كتاب» يتحدث عن مشوار سارة وناصر منذ الولادة فيه وتحدياتهم التي واجهتهما والمشكلات الصحية ومشوار تدريبهم وتعليهم ومواجهتهم مع المجتمع والخروج بكل ثقة بالحملات التوعوية المختصة بذوي الإعاقة بالمجتمع، وخصوصاً حملات التعريف بمتلازمة داون تقول: «نقوم بإعداد أفلام قصيرة متنوعة لإيصال الفكرة واضحة عن طريق حديث ناصر وسارة وأفكارهم في الإخراج وتحديد المواضيع والنصوص فهم لهم الدور الأكبر في نجاح حملتنا».