أدت أزمة الغاز التي تفاقمت في جدة، وانتقلت إلى مكةالمكرمة ومدن أخرى، إلى إقالة العضو المنتدب لشركة الغاز والتصنيع الأهلية سلمان الجشي، وتعيين إياس الهاجري رئيساً تنفيذياً للشركة. وارتفع سعر أنبوبة الغاز «المعدومة أصلاً» إلى 100 ريال، ما أثار سخطاً على أوسع نطاق. وأضحت ظاهرة الاصطفاف في طوابير أمام محالّ توزيع الغاز أمراً مألوفاً في عدد من أحياء جدة. وفي ظل صمت الشركة عن أسباب الأزمة الراهنة، انفتح باب عريض أمام التكهنات والإشاعات. وظلّ مواطنو جدة يواصلون رحلة البحث عن «كنزهم المفقود» طوال الأيام الماضية، وسط تكهنات عن أسباب أزمة الغاز. وعلى رغم تعدد الأسباب، إلا أن كل جهة تحيل انقطاع الغاز إلى الجهة الأخرى، حتى أصبحت «أنبوبة الغاز» حديث الشارع «الجداوي»، بعد إغلاق بعض محالّ الغاز بسبب نفاده، واصطفاف السكان في طوابير أمام المحال. وأدى صمت شركة الغاز والتصنيع الأهلية إلى تكهنات بشأن أسباب ندرة الغاز، بين قائل بوجود خلافات في الشركة، إثر فصل عدد من الموزعين، ومضاعفة ساعات عملهم. فيما قال آخرون إن الأزمة لها صلة بقرار «صرف الراتبين»، ما أدى إلى إقفال منافذ البيع عمداً حتى يمكن تبرير زيادة الأسعار. وأدى غياب الغاز لإصابة كثير من المنازل والمطاعم بالشلل، وتزامن تفاقم المشكلة مع وصول أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل إلى جدة اليوم، قادماً من الرياض، لمباشرة مهام عمله أميراً للمنطقة، وسط تطلعات لاتخاذه حلاً جذرياً للأزمة. ووجّه الناس شكاوى مباشرة لوزير التجارة توفيق الربيعة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، آملين منه التفاعل بإيجاد حل لهذه الأزمة التي بدأت للانتقال إلى مكةالمكرمة. وبدأت المطالبات الشفهية عبر هاشتاغ «# جدة - من دون - غاز»، متداولين من خلاله صوراً لبعض المحال المغلقة، وصوراً لطوابير الانتظار، والزحام أمام محال الغاز المفتوحة، ومقاطع فيديو تناشد المسؤولين حل الأزمة، ورسومات كاريكاتورية عن الأزمة. ويستعين الناس - بانتظار انفراج الأزمة - بحلول بديلة، كاللجوء إلى الأفران الكهربائية، واستبدال «المشوي» ب«المقلي»، واتخاذ السخرية أداة للبحث عن «الكنز المفقود».