فيما دخلت أزمة نقص الغاز الطبيعي في جدة أسبوعها الثالث، وظهور سوق سواء لبيع أسطوانات الغاز بأسعار مرتفعة وصلت إلى 30 ريالاً للأسطوانة بارتفاع نسبته 100 في المئة، إضافة إلى إغلاق 20 في المئة من محال توزيع الأسطوانات داخل جدة بسبب الأزمة، أعلنت شركة الغاز والتصنيع الأهلية في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه قرب انفراج الأزمة، بعد قرار شركة أرامكو السعودية تأجيل أعمال الصيانة في مصفاة ينبع وإعادة سحب الكميات المخصصة من الغاز من المصفاة بكميات كبيرة. وبحسب مالك لمركز توزيع أسطوانات الغاز في جدة سلمان المطيري فإن الأزمة مستمرة في ظل عدم وجود حلول جذرية لها، وقال ل«الحياة»: «دخلت أزمة نقص الغاز الطبيعي في جدة أسبوعها الثالث من دون الوصول لحل مع الشركة الموردة للغاز على رغم مخاطبتها أكثر من مرة». وأشار إلى أن استمرار الأزمة لأسابيع أسهم في إغلاق 20 في المئة من مراكز بيع وتوزيع أسطوانات الغاز الطبيعي داخل جدة مضيفاً: «شركة الغاز تُرجع عدم وصول إمدادات الغاز الطبيعي لمحالّ التوزيع إلى عدم وجود موظفين». وأضاف أن شاحنات الأسطواناتالفارغة التابعة للمحالّ تنتظر مدة طويلة تراوح بين 4 و5 أيام للتمكن من تعبئة الأسطواناتوالعودة بها لمركز التوزيع. وأكد المطيري أن أصحاب مراكز توزيع أسطواناتالغاز الطبيعي خاطبوا جميع الجهات المعنية بهدف الوصول لحل لهذا الإشكال خصوصاً أن استمرار الأزمة أسهم في تكدس المواطنين عند مركز توزيع الأسطوانات، وزاد: «دوريات الشرطة تحضر لفك الازدحام بين المواطنين أمام مراكز أسطوانات الغاز الطبيعي، بحيث يستطيع كل مواطن أخذ أسطوانة غاز واحدة». واتفق معه مالك آخر لمركز متخصص في توزيع الغاز (فضل عدم ذكر اسمه) بقوله: «إنه يتسلّم يومياً من شركة الغاز والتصنيع الأهلية نصف العدد الإجمالي من أنابيب الغاز التي كان يتسلّمها في الأوقات الطبيعية، إذ كان يحصل على 1400 إلى 1600 أنبوبة غاز يومياً من الشركة المسؤولة، بينما يحصل في الوقت الراهن ومنذ بدء الأزمة على 800 أنبوبة فقط». في المقابل، أشار المواطن إبراهيم طلال في حديثه ل«الحياة» إلى أن موظفي الشركة التي اتفق معها على توريد أسطواناتالغاز الطبيعي لمنزله لم يأتوا في مواعيدهم»، منوهاً بأنه سمع العديد من الاعتذارات من المركز المورد للغاز، الأمر الذي دفعه لزيارة مراكز أخرى لتعبئة الغاز الطبيعي، ولكن دون جدوى. وقال المواطن حسن بصراوي إن انعدام أسطوانات الغاز الطبيعي في مركز التوزيع أجبرته على شراء الغاز من سوق سوداء، مشيراً إلى أن جيرانه أرشدوه إلى وجود عمالة تحضر أسطوانات الغاز للبيوت بسعر 30 ريالاً للأسطوانة الواحدة بدلاً من 15 ريالاً، وهو سعرها المحدد في جميع المراكز. من جهتها، أكدت شركة الغاز والتصنيع الأهلية في بيان تلقت «الحياة» نسخة منه قرب انفراج الأزمة، بعد قرار شركة أرامكو السعودية تأجيل أعمال الصيانة في مصفاة ينبع وإعادة سحب الكميات المخصصة من الغاز من المصفاة بكميات كبيرة. وقالت إن هذا القرار يساعد في تقليل الوقت الذي تتطلبه الناقلات في الوصول من مدينة القطيف بعد الترتيب مع شركة أرامكو لتسلّم كميات من الغاز من مصفاة القطيف، غير أن قرار تأجيل أعمال الصيانة في مصفاة ينبع سيحل المشكلة. ولفت إلى أن الشركة قررت تمديد العمل في فرع جدة إلى الثالثة فجراً وزيادة الطاقم الفني لرفع مستوى الإنتاج فوق المعدلات الطبيعية لتلبية حاجة السوق ورفع الرصيد من الأسطوانات المعبأة لمواجهة ارتفاع الطلب، مشيراً إلى أن الشركة زودت مكةالمكرمة بأكثر من 370 ألف أسطوانة الأسبوع الماضي. طوابير أمام محال الغاز { جدة – فواز المالحي فوق أرض رابع أكبر الدول مخزوناً للغاز يعاني سُكان عروس البحر الأحمر من شح أنابيب الغاز لدى المحالّ التجارية المخصصة لتبديلها بحجة عدم توافر الكمية المعتادة. وطال الشح جميع أحياء مدينة جدة ما تسبب في تكدس غير معتاد، وعادت طوابير الفول تتكرر أمام محال استبدال أسطوانات الغاز، في حين استراح أصحاب المنازل المجهزة بخزانات الغاز التي تختزل كميات تمتد إلى تسعة أشهر. لم ينس سكان جدة شهامة الراحل «فرمان خان» الباكستاني الذي أنقذ 14 نفساً في كارثة سيولجدة في 2009، حتى جدد عبدالرزاق عمران ذلك العهد في محل بيع التميس الخاص به. عمران بائع التميس قال ل«الحياة»: «بعد أن انتهت أنابيب الغاز التي أشعلت نارها لسد طلب سكان الحي للخبز، كان من المقرر إيقاف عمل المخبز مدة يومين بعد أن يئست من الحصول على أسطوانات، حتى قررت أن أضحي بأنبوبة الغاز الخاصة بسكني لمصلحة إعادة الحياة للمخبز وعدم تعطيل العمل». وأضاف: «استعنت بأصدقائي في غرفهم الصغيرة لكي يسدوا حاجة الفرن الذي أعمل به تطوعاً منهم في ظل الأزمة، في حين اعتذرت بعض المطاعم عن إغلاقها بسبب عدم توافر الغاز». وراوحت أسعار أنبوبة الغاز بحسب مغردين بين 24 و40 ريالاً في عدد من أحياء مدينة جدة.