تعالت صيحات أهالي جدة بعد تصاعد أزمة جديدة تتمثل في انعدام الغاز في معظم أحياء المحافظة، وسط امتعاض الأهالي من عدم انتهاء أزمة المياه التي أرقت كثيراً منهم، وبخاصة في موسم رمضان، إذ بدا على السكان مظاهر القلق من استمرار الأزمة لفترة طويلة من دون وجود كمية غاز لقضاء حوائجهم، بيد أن شركة الغاز والتصنيع الأهلية أكدت عدم وجود نقص في الغاز. وأكد المدير العام المكلف لشركة الغاز والتصنيع الأهلية عبدالله الحميد ل «الحياة» عدم وجود أي نقص في الغاز، إذ يتم تزويد الموزعين كافة بمتطلباتهم من الأسطوانات المعبأة، إضافة إلى عدم ورود شكاوى إلى الشركة بهذا الخصوص، مشيراً إلى حرص الشركة والتزامها بتوفير الغاز للمستهلكين بصفة دائمة ومنتظمة. ونفذت «الحياة» أمس، جولة على مجموعة من محال توزيع الغاز في جدة، واتضح خلال الجولة أن مجموعة منها كانت مغلقة، وأرجع بعض المواطنين سبب إغلاقها إلى نفاد الغاز فيها، بينما اكتفت بعض المحال بتعبئة الأنابيب الصغيرة «الدوافير» التي جلبها بعض الزبائن، كما لوحظ وجود الكثير من المواطنين والمقيمين لدى محطات توزيع أنابيب الغاز، مبدين انزعاجهم الشديد من هذه الأزمة التي تفاجأ بها بعض منهم. وأكد أحد ملاك محطات توزيع الغاز، حاصل على رخصة توزيع من شركة الغاز الأهلية، (تحتفظ «الحياة» باسمه) أن أزمة الغاز بدأت فعلياً منذ ثلاثة أشهر بسبب إغلاق شركة الغاز الأهلية فرعها الموجود في جازان، ما جعل فرع الشركة في جدة يرسل كميات الغاز إلى جازان، الأمر الذي أدى إلى تقليل كمية الغاز في جدة. وقال إنه لم يستطع توفير 400 طلب أنبوبة غاز للزبائن، إذ توافد على محطته الكثير من الزبائن منذ صباح أمس، ونفدت الكمية كاملة في الساعة الخامسة عصراً، مشيراً إلى ورود نحو ألف أنبوبة غاز إلى محطته من شركة الغاز الأهلية، بينما كان من المفترض أن ترسل له الشركة 1300 أنبوبة غاز. من جهته، أوضح المواطن محمد القحطاني (27 عاماً) أنه حاول تعبئة أنبوبة الغاز التي يعتمد منزله عليها أثناء الطبخ، إلا أن محطة الغاز التي تواجد فيها لم تستطع توفير طلبه، وطلبت منه أن يجلب أنبوبة الغاز الصغيرة حتى يتسنى لهم تعبئتها، لافتاً إلى أنه استعار أنبوبة الغاز الصغيرة من أحد جيرانه، في حين مكث عماد ديوان (26 عاماً) يبحث في محطات الغاز عن أنبوبة تفي بحاجات أسرته، لكنه لم يجد، معتبراً أن حاله أفضل بكثير من أحوال العملاء الآخرين الموجودين في الموقع، لأنه يمتلك أنبوبة احتياطية في منزله. بدوره، قال خالد الزهراني (35 عاماً) إن الأزمة بدأت منذ أكثر من ثلاثة أيام، إلا أن السبب الرئيس لتفاقمها هو استهلاك المواطن الزائد في موسم رمضان، ما جعل كميات كبيرة من الغاز تنفد بشكل سريع، بينما أكد عطية محوري (29 عاماً) عدم وجود أزمة غاز يعيشها أهالي المحافظة، إذ خرج من بيته باحثاً عن أنبوبة غاز لسائقه الخاص.