يقول أحد الطلاب المبتعثين لمرحلة الدكتوراه في مدينة سيدني في أستراليا طلال إبراهيم في حديثه ل «الحياة»، وهو يصف مشاعره المملوءة بالفخر والفرح بالفرصة التي أتيحت له للوصول إلى حلمه بدراسة الدكتوراه في إحدى أعرق الجامعات الأسترالية، حاثاً جميع من ينوون التقدم إلى أحد برامج الابتعاث أن يدركوا حجم المسؤولية التي على أعناقهم ويستثمروها خير استثمار: «يمتزج الحزن على فقد قائد الأمة ووالدنا الملك عبدالله، مع استشعاري حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، بأن أحمل رسالة تعكس الصورة الإيجابية عن وطني»، مضيفاً أنه بعد حصوله على هذه الفرصة يدرك حرص الملك الراحل على أبنائه الطلاب بإتاحة الفرص لهم لتحقيق أحلامهم، مع تحميلهم مسؤوليات جساماً من أهمها العودة إلى الوطن حاملين أعلى الدرجات للإسهام في دفع عجلة التنمية، والمشاركة في استمرار نهضة ورقي هذا الوطن. وأشار إلى أن إتاحة الفرصة للدراسة في جامعات مميزة على مستوى العالم تساعدهم في الاستفادة من التجارب العالمية والاحتكاك بالباحثين المميزين على المستوى الدولي، لافتاً إلى الدور الذي تقوم به الوزارة من خلال التوجيهات الدائمة للملك الراحل بتذليل جميع العقبات التي تواجه المبتعثين، والتواصل المستمر معهم، ما يهيئ لهم مناخاً ملائماً للعلم والتعليم. وأوضح طلال أن المقاعد الدراسية في الداخل لم تكن عائقاً أمامهم، بيد أن الأسباب التي دعتهم إلى الابتعاث تكمن في قوة الجامعات وكفاءة أعضاء هيئة التدريس وتوافر المعامل والمختبرات، مبيناً أن من أهم مكاسب المبتعثين في هذه المرحلة احترام الوقت وتوظيفه بالشكل المناسب، والتعرف على ثقافات الدول وأنظمتها مع أهمية احترامها والتعايش معها. وأفاد بأن الإحساس والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والسعي لخدمته، من أهم المسؤوليات التي يجب أن يضعها المبتعث نصب عينيه، باعثاً برسالة إلى أقرانه بوجوب التمسك بالعقيدة الإسلامية، والالتزام بالآداب العامة في علاقاتهم مع الآخرين، من دون النظر إلى الدين أو الجنس أو العرق. فيما تقول فاطمة الحربي: «كنت إحدى من أتيحت لهنَّ فرصة الابتعاث قبل ثلاثة أعوام إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، وتحديداً إلى مدينة بوسطن، وقبيل إنهائي كورس اللغة الإنكليزية اضطررت للاعتذار عن إكمال الدراسة، لكن ما أن عدت إلى أرض الوطن حتى استطعت الالتحاق بالوظيفة التي كنت أتمناها وأريدها، وهذا بفضل الله أولاً، ثم بفضل ما قدم لنا خلال فترة الابتعاث، إذ إن المتابعة الدائمة من شؤون المبتعثين في الملحقيات الثقافية تعزز الجانب الرقابي لدى المبتعث، وهو ما يؤكد الحرص الكبير الذي توليه الحكومة لأبنائها في الخارج من خلال المتابعة الدائمة لهم وتذليل المعوقات التي تقف في طريقهم، وبالتالي تذليل الصعاب، ما يجعل تركيز المبتعث أو المبتعثة على الدراسة والتحصيل العلمي دون سواهما». وحول نتائج الابتعاث والفرص الوظيفية التي تتاح لخريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، تؤكد أميرة عبدالله العائدة من رحلة دراسية أثناء مرافقة زوجها المبتعث إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، أن الحصول على الوظيفة بعد العودة من الابتعاث لم يستغرق إلا فترة قصيرة، مشيرة إلى أن زوجها تلقى عدداً من العروض الوظيفية بعد إنهاء دراسته في المجال الصحي هناك. وعزت أميرة أسباب كثرة الفرص التي أتيحت لهم والعروض الوظيفية إلى المستوى المميز، مشيرة إلى الدور الكبير الذي يبذله المشرفون التعليميون في متابعة المبتعثين بشكل مستمر، والتركيز على تأهيلهم، ما يفتح المجال أمامهم للحصول على الفرص الوظيفية المناسبة بعد إنهاء الابتعاث.