أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية عن استكمال الملف الخاص بطلب إعادة بابل إلى قائمة التراث العالمية. وكانت «يونيسكو» رفعتها من القائمة عام 1988. وقال وزير السياحة والآثار فهد الشرشاب في بيان بعد زيارته بابل إن «اللجنة المكلفة إعداد ملف المدينة التاريخي، أنجزت أعمالها وسنرسله إلى منظمة اليونسكو كي يكون جاهزاً لديها مطلع شباط (فبراير) المقبل». وأضاف أن «الوزارة تعاونت مع حكومة بابل المحلية ومع لجنة من الخبراء الدوليين لإنجاز متطلبات اليونسكو، فلا بد أن يأخذ العراق الذي يمتلك 12 ألف موقع أثري وضعه الطبيعي في هذه القائمة التي خسرنا موقعنا فيها منذ أكثر من عشرين عاماً». وزاد إن «العراق طالب اليونسكو بإصدار قرار بمنع المتاجرة بالآثار العراقية في المزادات الدولية، وفرض عقوبات رادعة على من يقومون بذلك لأن تلك الآثار تمثل ذاكرة ثقافية إنسانية لا يجوز التلاعب أو العبث بها وبيعها من جانب العصابات كونها ملكاً للبشرية كلها». ولفت إلى إن «العراق يمتلك الآلاف من المواقع الأثرية منها ما تم التنقيب فيه ومنها ما حالت دونه تنقيبه أسباب فنية ومالية». وكانت السلطات العراقية أجرت عام 1988 بعض أعمال الصيانة لآثار المدينة التاريخية، إلا أن اليونسكو، وبعد معاينتها هذه الأعمال، قررت أن الترميمات لا تطابق والمعايير الدولية التي تتعامل بها في تهيئة الآثار، مبينة أن السلطات العراقية استخدمت مواد مختلفة عن المواد الأصلية التي استعملها البابليون، وعلى ضوئها أوصت برفع المدينة من قائمة التراث العالمي. محافظ بابل صادق مدلول قال ل»الحياة» إن «الحكومة المحلية قدمت ورقة عمل للارتقاء بالواقع السياحي فيها نظراً إلى وجود مئات المواقع التاريخية والسياحية، والمحافظة لا تمتلك أي مورد مالي باستثناء ما تحصل عليه من مخصصات تنمية الأقاليم، وهي قليلة جداً ولا تتناسب مع ما تحتاجه للمشاريع والخدمات». وأضاف إن «المحافظة قررت أن يكون قطاع الآثار والسياحة مورداً يساهم في تنميتها، خصوصاً بعد أن ننجح في مساعينا الرامية لإعادة المدينة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، ما يعني عودتها إلى قيمتها العالمية التي تغري السياح بالقدوم إلى المحافظة». يذكر أن محافظة بابل (120 كلم جنوب غربي بغداد) مركزها مدينة الحلة، تضم أكثر من 400 موقع أثري، و500 موقع ديني أو سياحي، ومن أهمها مدينة بابل. إلى ذلك، قال رئيس مجلس المحافظة رعد الجبوري ل»الحياة» إن «الحكومة المحلية طرحت على وزارة السياحة والآثار مشاريع سياحية لتكون عمود الموازنة في بابل، ومن هذه المشاريع استحداث معاهد للسياحة وإجراء المزيد من التنقيبات الأثرية فيها».