أسفرت اجتماعات لجنة التراث العالمي بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي أنهت أخيرا أعمال دورتها ال37 في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، المنعقد بين 16 – 24 يونيو، عن خيبة عربية، سعوديا لم يطرح على اللجنة ملف (جدة التاريخية)، الذي ظل على مدى السنوات الأخيرة مرشحا للانضمام لقائمة التراث العالمي، ولكنه كان يؤجل لثغرات فيه. وقال وكيل الهيئة العامة للسياحة والآثار لشؤون الآثار الدكتور علي الغبان ل"الوطن": إن الملف أجل للعام المقبل. وعراقيا سعى العراق دون جدوى لإدراج مدينة بابل من قبل منظمة اليونسكو على قائمة التراث العالمي، لكنه يخطط للمحاولة مرة أخرى. وأقرت اليونسكو إدراج ستة مواقع أثرية سورية على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد، ودعت لتأمينها نظراً لقيمتها العالمية الاستثنائية للإنسانية جمعاء. وضم قرار الإدراج كلاً من: دمشق، وحلب القديمتين، وبصرى، قلعتي صلاح الدين، والحصن، إضافة لقرى أثرية في شمال سورية في حلب وإدلب. بينما وافقت لجنة التراث العالمي على تبنى مركز التراث العالمي ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) حملة دولية لتقديم المساعدة المادية والفنية للحفاظ على مدينة صنعاء القديمة. وتضمن القرار الذي وافقت عليه اللجنة على ضرورة تقديم المساعدة الفنية والتقنية العاجلة من قبل اليونسكو والمنظمات الدولية المعنية لبرامج الحفاظ على الطابع المعماري المتميز لصنعاء القديمة. وأمهلت لجنة التراث العالمي اليمن حتى فبراير من 2014 لتقديم تقرير تفصيلي لجهود الحفاظ على المدينة التاريخية وتوضيح ما تم تنفيذه من قبل السلطات اليمنية فيما يتعلق بالبنود الواردة في القرار، ومناقشتها ضمن أعمال الدورة ال38 للجنة التراث العالمي. وعراقيا يحاول مشروع "مستقبل بابل" وهو جهد مشترك بين المنظمة غير الحكومية الأميركية الصندوق العالمي للآثار، التي تعمل على حفظ المواقع التراثية والثقافية الرئيسة، والهيئة الوطنية للآثار العراقية، ترميم وصيانة بابل التي شيدت منذ 2500 عام، وتعد واحدة من أكثر المدن التاريخية الأثرية شهرة في العالم، وقد تعرضت على مدى التاريخ لأضرار وأذى الحرب. ويقول المدير الميداني للمشروع جيف آلن: "لقد أسيء لهذا الموقع لعقود من الزمن، ويجب أن يتوقف ذلك". ويشاهد عدد كبير من المنازل التي شيدت من الآجر والأسمنت من الموقع القديم في مدينة بابل، بينما هناك قرية اسمها سنجار يقيم بها ألف نسمة داخل حدود الموقع وقرب بوابة عشتار، وأنشأ البريطانيون خلال فترة استعمارهم للعراق خطاًّ للسكك الحديد يمر عبر الموقع حسبما يقول "آلن"، فيما أنجزت الحكومة العراقية لاحقا ثلاثة أنابيب لنقل النفط عبر المدينة القديمة. وأضاف: "كل هذه الأشياء تساهم إلى حد كبير في زيادة حجم الأضرار في الموقع واضمحلاله، وما نقوم به في بوابة عشتار هو محاولة إيقاف أو على الأقل الإبطاء في انهيار البوابة". وتعد إزالة الخرسانة من الجدران أمرًا جوهرياً للحفاظ على بوابة عشتار في بابل التي كانت قاعدة لبوابة أخرى تحمل الاسم نفسه وتعرض في برلين. وإلى جانب مشاكل الترميم الحديث الذي يغطي الجدران الأصلية لبوابة عشتار، فإن المياه الجوفية تحت البناء تشكل خطرا آخر يهدد بتآكل أسسه. وقال آلن: "إن إزالة الأسمنت ستسمح للأرض بالتنفس وبتبخر الماء، لأنه في الوقت الحاضر لا يمكن للمياه الخروج والطريق الحالي الوحيد لها هو التسرب إلى الجدران". ويقول مسؤول في هيئة الآثار في محافظة بابل حسين العماري، لفرانس برس: "عملنا اليوم هو إعادة بابل واستكمال ملفات المدينة لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، ولكن هذا يتطلب مبالغ كبيرة من المال". ويبدو أن الحكومة العراقية لا تمول الأعمال الجارية في بابل بسخاء. وأعرب عن أمله أن "تكون بابل مصدرا رئيساً لدخل العراق ومكانا لاستقبال السياح".