استعادت قوات «البيشمركة» الكردية، مدعومة بغطاء جوي، عدداً من القرى غرب الموصل من أيدي تنظيم «داعش»، فيما اتهم نائب عن نينوى هذه القوات باتباع سياسية «الأرض المحروقة» لتهجير السكان العرب. وجاء رد «البيشمركة» بعد أيام من اختراق «داعش» تحصيناتها في محور كوير، جنوب أربيل، ومقتل العشرات من عناصرها، بينهم رجال أمن، قبل أن تتمكن لاحقاً من استعادة مواقعها. وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي» في نينوى سعيد مموزيني إن «البيشمركة شنت هجوماً مدعوماً بالطيران الحربي في محور، شرق سد الموصل قرب ناحية وانة، وتمكنت من السيطرة على نحو سبع قرى، فضلاً عن قتل العشرات من مسلحي داعش»، لافتاً إلى أن «البيشمركة صدّت الثلثاء هجوماً شنه الإرهابيون في منطقة الصالحية، شرق قضاء تلعفر، كما تمّ صد هجوم في اليوم نفسه في قرية قرب ناحية زمار». وأعلن القائد في «البيشمركة» الفريق جمال محمد أن «المناطق المحررة لها أهمية استراتيجية لوقوعها على طريق رئيسي يمتد من سورية باتجاه تلعفر والموصل، ومن شأنه قطع الإمدادات عن الإرهابيين». في الأثناء، أعلن نائب رئيس كتلة «التحالف الكردستاني» النائب محسن سعدون، خلال مؤتمر صحافي، عقده ظهر أمس أن «البيشمركة حررت قرى في نينوى، من بينها قرية أسكي العربية التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين لنحو ستة أشهر، بهدف قطع الإمدادات عن داعش، عبر قضاء تلعفر مروراً بناحية الكسك»، وشدّد على أن «البيشمركة لا تستهدف أو تعتدي على المدنيين مطلقا، لكن بعض الأخطاء قد تحصل من دون قصد». في المقابل قال النائب عن نينوى عبد الرحمن اللويزي، خلال مؤتمر صحافي إن «عشرات المدنيين العرب الآمنين قتلوا في قصف طائرات التحالف الدولي في منطقة أسكي»، متهماً «قوات البيشمركة المدعومة من التحالف باتباع سياسية الأرض المحروقة لتهجير القرى العربية وتهديم الدور لغايات سياسية، مستغلة الحملة للقضاء على داعش»، فيما أكد النائب أحمد الجبوري أن «البيشمركة حررت أسكي من دون إطلاق رصاصة، بعدما فرّ منها عناصر داعش قبل الهجوم، ودماء المدنيين الأبرياء الذين سقطوا في رقبة القائد العالم للقوات المسلحة ووزارة الدفاع». وأفاد مصدر أمني بأن «طيران التحالف الدولي قصف أهدافاً لداعش في تلعفر، وأوقع عشرات القتلى في صفوف التنظيم بينهم قيادي، فضلاً عن أهداف داخل أحياء المدينة، وفي أطرافها الجنوبية والغربية وتحديداً مناطق القيارة والشورى والبعاج وتلعفر وسنجار جنوب وغرب مدينة الموصل»، مشيراً إلى أن «دائرة الطب العدلي في الموصل استقبلت عشرات القتلى والجرحى من التنظيم». من جهة أخرى، قال رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خلال لقائه المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في أربيل إن «أي جهة تحاول استخدام الإرهاب ورقة سياسية في الصراعات، ستكون اول المتضررين وستحترق بناره»، لافتاً إلى أن «هجوم الإرهابيين على كردستان كان بسبب وقوفنا ضد مخططهم الساعي إلى التوسع في المنطقة، ونؤكد أن الإرهاب يشكل تهديداً جدياً لجميع الأطراف، ما يوجب توافر إرادة دولية قوية وتعاون، ليس عسكرياً فقط، بل اقتصادياً وفكرياً».