أكد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني خلال اجتماعه مع رئيس أركان الجيش الأميركي رايموند أوديرنو في أربيل، أمس، حاجة العراق إلى «حلول عسكرية وسياسية واقعية» للقضاء على تنظيم «داعش»، في وقت خاضت القوات الكردية مواجهات جديدة مع التنظيم في شمال مدينة الموصل وشرقها. وتأتي زيارة اوديرنو أربيل في أعقاب محاثات أجراها وفد كردي مع مسؤولين أميركيين في واشنطن أخيراً، وسط جدل حول قرار مقدم من الكونغرس ينص على تخويل البيت الأبيض تسليح قوات «البيشمركة» بشكل «مباشر» من دون الرجوع إلى بغداد. ونقل بيان من رئاسة الإقليم عن بارزاني قوله خلال لقائه أوديرنو والسفير الأميركي في العراق جونز ستيورات ومستشارين، إن «الأوضاع في العراق في ظل وجود الإرهابيين يتطلب حلولاً عسكرية وسياسية واقعية»، لافتاً إلى أن «خطر داعش يستهدف الجميع، ويتطلب جهوداً مشتركة لدحره ومنعه من اتخاذ العراق وسورية مأوى له». من جانبه، أكد «أوديرنو أن زيارته تهدف إلى الاطلاع على تطورات الأوضاع الميدانية والتنسيق بين القوات العراقية والبيشمركة، ومواصلة دعمها». وفي لقاء منفصل مع رئيس كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني غريغو غيزي، قال بارزاني إن «حجم المساعدات العسكرية المقدمة للبيشمركة لم يرق إلى مستوى التهديدات والتحديات التي يواجهها الإقليم من قبل داعش الإرهابي الذي يتملك أسلحة وإمكانات دولتين». وكان رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين كشف لصحيفة «حريت» التركية أخيراً عن «تلقي البيشمركة أسلحة خفيفة من تركيا، إلى جانب التدريب». وعلى الصعيد الأمني في أربيل أعلنت الشرطة «اعتقال إرهابي ينتمي إلى تنظيم داعش كان خارج العراق واعتقل لدى دخوله أربيل». وفي الموصل استمرت المواجهات بين «البيشمركة» ومسلحي «داعش»، وذكر الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» بزعامة بارزاني في نينوى سعيد مموزيني في اتصال مع «الحياة» إن «انتحاريين يقودان سيارتين مفخختين استهدفا الليلة (قبل الماضية) نقاطاً تابعة للبيشمركة قرب قريتي صهلج وجصة جنوب سد الموصل»، مؤكداً أن «الهجومين لم يوقعا إصابات في صفوف البيشمركة بسبب انفجار السيارتين قبل وصولهما إلى الهدف». وعد أن «التفجيرين جاءا ضمن هجوم فاشل شنه الإرهابيون الذين فروا إلى منطقة وانكي القريبة، وخلفوا وراءهم عدداً من القتلى وأربع عربات عسكرية مدمرة»، وقال إن «طائرات التحالف قصفت بعد ذلك أهدافاً للإرهابيين في منطقة الكسك وقتلت 30 مسلحاً». وأعلن محمد البعاج الناطق باسم «حركة الضباط الأحرار» في الموصل أمس «مقتل والي الموصل في تنظيم داعش المدعو أبو شهاب السوري في عملية نفذها عناصرنا، عقب معلومات وردت بوجوده في ضيافة أحد شيوخ العشائر في حي القادسية وسط الموصل»، مشيراً إلى أن «عصابات داعش الإرهابية بدأت بالهروب من مواقع المواجهة من ناحية قضاء الشرقاط تخوفاً من تقدم القوات الأمنية». من جانب آخر، طالب النائب عن كتلة بدر النائب قاسم الأعرجي «الحكومة العراقية بفتح تحقيق فوري عن مدى صحة معلومات أكدت هبوط طائرات أجنبية في مطارين بالموصل أفرغت حمولات أسلحة إلى الإرهابيين ومعرفة كيف سمح لهذه الطائرات بدخول الأجواء العراقية». وقال إن «هناك جهات سياسية متعاونة مع داعش»، وطالب ب «الإسراع بمحاسبتها».