استبعد عضو مشارك في مؤتمر «السنة» المقرر عقده في أربيل اليوم الخروج بمقررات، باستثناء تشكيل لجان، أهمها لجنة لإدارة التفاوض مع الحكومة المركزية، وسط إعلان عرب كركوك مقاطعة المؤتمر، فيما بدأت قوات «البيشمركة» الكردية هجوماً واسعاً لاستعادة قضاء سنجار، غرب الموصل. ومن المقرر أن يعقد اليوم في أربيل مؤتمر تحضره القوى والأطراف في المحافظات السنية الست، تحت شعار «محاربة الإرهاب» يهدف إلى تشكيل قوة مسلحة من أبناء السنّة لمواجهة تنظيم «داعش» ورسم تصور لوضع تلك المحافظات بعد طرد التنظيم. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح يونس العيساوي ل «الحياة»: «بدأ وصول الشخصيات المشاركة في المؤتمر من المحافظات ومن خارج البلاد، إضافة إلى المقيمة في إقليم كردستان، ويتوقع حضور معظم الشخصيات المدعوة التي يتجاوز عددها 1300، ولم يستثن أحد». ولفت إلى أن المؤتمر «يعقد برعاية وزير المالية السابق رافع العيساوي، وحضور رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، إضافة إلى الوزراء والنواب السنّة الذين يمثلون المحافظات الستة، والسفيرين الأميركي والبريطاني وسفراء عدد من الدول الأخرى». وأضاف أن المؤتمر «لن يخرج بمقررات محددة، بل ستشكل لجان لم يتفق على هيكلتها بعد، لتولي لمتابعة تحقيق أهداف المؤتمر، وأهمها اللجنة الخارجية، وكذلك اللجنة التي ستكلف التفاوض مع الحكومة». وعن إمكان حضور رئيس البرلمان سليم الجبوري، قال العيساوي إنه «مدعو وسيحضر، إلا في حال تعارض طهران مع موعد المؤتمر». وأعلن «توجيه الإدارة الأميركية دعوة إلى شخصيات سنية لزيارة واشنطن في 17 الشهر المقبل، لتبادل وجهات النظر في الوضع السني، وقد تحدث بعض التغييرات خلال مؤتمر أربيل». في المقابل، أعلن «المجلس السياسي العربي» في كركوك مقاطعة المؤتمر «لعدم قدرته على طرح القضايا المصيرية، خصوصاً ما يتعلق بكركوك وعربها وحماية أهلها مما يتعرضون له من قتل وتهميش يكاد يكون ممنهجاً». وأضاف المجلس في بيان: «كنا نأمل في عقد المؤتمر في بغداد، ونحذر من عقد مثل هذه المؤتمرات التي ستزيد من الخلافات والانشقاقات في صفوف عرب العراق وتدفع بعض الدول الإقليمية الى زيادة تدخلها في الشأن العراقي». من جهة أخرى، حققت «البيشمركة» الكردية مكاسب عسكرية خلال هجوم شنته في شمال وشرق الموصل، وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي» في نينوى سعيد مموزيني ل «الحياة» إن «البيشمركة حررت القرى التابعة لناحية زمار (شمال غرب الموصل)، منها قرى حوكنة وكاريز وكوبانكي وكركاميش وكردبخور»، وفي محور قضاء سنجار القريب بدأت «البيشمركة» هجوماً مدعوماً بقصف جوي مكثف لاستعادة القضاء، وتمكنت من تأمين طريق استراتيجي يربط مناطق ربيعة وعوينات وسنوني وخانسور، لقطع الإمدادات عن مسلحي «داعش» من الموصل. وتفيد معلومات أن عملية «تحرير سنجار» تتم بإشراف مباشر من رئيس الإقليم مسعود بارزاني في خطوة تهدف إلى استعادة هيبة قواته إثر اتهامات وجهت إلى قادة عسكريين ب «الخيانة» في أعقاب انسحابها من القضاء أمام «داعش»، وما تلاها من حالات نزوح جماعية للسكان وفقدان الآلاف بينهم نساء وأطفال. من جانبه، أعلن مسؤول الفرع 14 لحزب بارزاني في الموصل عصمت رجب «قتل العشرات من مسلحي داعش بينهم والي قضاء سنجار المدعو أبو عائشة، وذلك خلال قصف جوي لطائرات التحالف استهدف مقرات التنظيم في سنجار».