أعاد نقاد وباحثون تسليط الضوء على التجربة الأدبية للراحل الدكتور غازي القصيبي. وتحدث مشاركون في الندوة الثانية ضمن فعاليات مهرجان «سوق عكاظ» التي أدارها الدكتور سعيد السريحي عن ملامح ومحطات من تجربة الأديب والشاعر والوزير الراحل. وتجدد النقاش بين المشاركين والحضور أمس في خيمة «سوق عكاظ». وأوضح الدكتور صالح زياد أن التعدد عند غازي القصيبي في موضوعاته كثير، «فهو يتدرج بين الشعر العمودي والتفعيلة»، مشيراً إلى أن شعر القصيبي استمر في التدفق حتى وفاته، وتوقف عند التجربة الوجدانية والذاتية في شعر القصيبي. وقال: من وجهة نظر القصيبي أن الشاعر يجب أن يكون رومانسياً ووجدانياً وواقعياً، واستراتيجية القصيبي في الشعر تقف عند منتصف المسافات». بينما ذكر الدكتور حاتم التيهاني في ورقته أنه «يتضح لنا من أعمال القصيبي أن شعره يطرح سؤالين جريئين، سؤال الوجود الذي يطرح فيه قضايا الإنسان، وسؤال الفن، والقاسم المشترك فيهما المرأة والتراث والجمال». وقال الشاعر أحمد اللهيب إن من أبرز العوامل التي يركز عليها غازي القصيبي في قصائده «البيئة التي تحيط به، وأهمها أسرته ومجتمعه، ووفاة والدته وعمره تسعة أشهر وتكفل جدته سعاد بتربيته، وإفراطها في تدليله. والحنان أثر في طبيعة شعره، وظهر أيضاً أثر القرآن في قصائده بعد أن حفظ القرآن وهو صغير، وقد حضر المتنبي وعمر أبوريشة في قصائده كثيراً». أما الدكتور محمد الصفراني، فأثار الجدل بورقته، عندما قال: لم يستوقفني ديوان مثل ديوان «سحيم»، فأنا لا أعتبره ديواناً شعرياً، فهو نص أدبي هجين من الشعر والرواية نسميه «الشروائية». وفي المداخلات قالت الكاتبة الدكتورة هند المطيري إن الدكتور الصفراني «طرح مصطلح الشروائية، وأريد أن اسأل عن «الشروائية»، هل نأخذها من الشعر أم من السرد؟»، متسائلة: هل بلغت نصوص القصيبي درجة الإعجاز حتى لا يقف أي باحث عند سوءات هذه النصوص»؟ ولفت الدكتور صالح الغامدي إلى أن هناك «شبه اتفاق على تفاوت الإبداع عند القصيبي، من ناحية المواضيع والأشكال والأجناس». وقال إن تساؤل الدكتورة المطيري إيجابي، «على أنه مزية تحسب للقصيبي». وعاد الغامدي إلى مسألة تفاوت الإبداع عند القصيبي، فذكر أن سبب هذا التفاوت «يعود إلى القلق الذي كان يشعر به القصيبي وارتباك الهوية الفنية، ولذلك كان طوال وقته يبحث عن ذاته في فنه». وفي ما يخص مصطلح «الشروائية»، الذي تبناه الصفراني، قال الغامدي: أعتقد أن هناك مصطلحاً آخر، ربما يكون ملائماً لما أراده الصفراني، من دون أن يصدم بالذوق العام، وهو «السيرية» سيرة غازي القصيبي. وتساءل الكاتب سعد الرفاعي قائلاً: لماذا يقدم الصفراني الشعر على الرواية في مصطلح «الشروائية»؟ أما الدكتور محمد عطاالله فذكر أن الباحثين ركزوا على ثالوث الكلاسيكية والرومانسية الواقعية، والظاهرة المحورية في شعر القصيبي.