رأى وزير النفط الكويتي، علي العمير أمس أن أسعار النفط انخفضت إلى مستويات غير متوقعة. وأعلنت «مؤسسة البترول الكويتية» هبوط متوسط سعر برميل النفط الكويتي لتداولات أول من أمس إلى 38.9 دولار للبرميل من 41.29 دولار في تداولات اليوم السابق. وأضاف أن سقف الإنتاج النفطي الكويتي «بسيط» ولا يتجاوز نسبة 3.1 في المئة من حجم الإنتاج العالمي البالغ 96 مليون برميل يومياً. وفي الأسواق، عوّضت أسعار النفط خسائرها التي سجلتها في التعاملات المبكرة لكنها تظل تحت ضغط بعد أن خفض «البنك الدولي» توقعاته للنمو الاقتصادي لتتواصل موجة الخسائر التي نزلت بالخام في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياته في نحو ست سنوات. وارتفع سعر «برنت» في العقود الآجلة تسليم شباط (فبراير) 12 سنتاً إلى 46.71 دولار للبرميل في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط في عقود الشهر ذاته ستة سنتات إلى 45.83 دولار للبرميل. ودعا وزير المال الروسي، أنطون سيلوانوف، إلى خفض الإنفاق بنسبة عشرة في المئة في كل القطاعات ما عدا الدفاع. وقال كبير اقتصاديي «البنك المركزي الأوروبي»، كاوشيك باسو «الاقتصاد العالمي يعمل بمحرك واحد (...) المحرك الأميركي (...) هذا لا يسمح بتوقعات وردية للعالم». وأشار بعض المحللين إلى أن الأسعار ستظل تحت ضغوط نتيجة وفرة المعروض، ما يدفع إلى خفض توقعات الأسعار لعامي 2015 و2016. إلى ذلك، أعلنت «قطر للبترول» و«شل» أنهما قررتا عدم المضي قدماً في مشروع «الكرعانة» للبتروكيماويات في قطر وقيمته 6.4 بليون دولار ليصبح ثاني مشروع طاقة كبير في المنطقة يتقرر تجميده منذ بدأت أسعار النفط انحدارها أواخر العام الماضي. وجاء في بيان أن الأسعار التي عرضتها الشركات لتشييد المجمّع العملاق أظهرت عدم جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية وخصوصاً في ظل المناخ الاقتصادي السائد حالياً في قطاع الطاقة. وكانت الشركتان اتفقتا على المشروع في كانون الأول (ديسمبر) 2011 وكان سيتضمن إقامة مجمع بتروكيماويات في مدينة راس لفان الصناعية على أن تملك الشركة القطرية 80 في المئة وشل 20 في المئة. من ناحية أخرى، توقعت الحكومة الأميركية نمو إنتاج النفط في الولاياتالمتحدة عام 2016 بنسبة 2.2 في المئة فقط في أبطأ وتيرة من نوعها خلال سنوات حيث يؤثر الهبوط الحاد في أسعار النفط على إنتاج النفط الصخري. وأشارت «إدارة معلومات الطاقة» في أول توقعاتها للعام المقبل إلى أن إنتاج النفط سيرتفع نحو 200 ألف برميل يومياً إلى 9.5 مليون برميل يومياً العام المقبل. ويشكل ذلك أقل زيادة من نوعها منذ 2011. وأبقت الإدارة على تقديراتها للعام الحالي بزيادة قدرها 720 ألف برميل يومياً إلى نحو 9.3 مليون برميل يومياً. ومن لندن، أفادت مصادر في قطاع النقل البحري وبيانات الشحن بأن تجار النفط استأجروا ما لا يقل عن 12 ناقلة لتخزين 25 مليون برميل من النفط الخام في البحر وذلك في علامة أخرى على تراكم المخزون العالمي. وأظهرت قوائم الشحن أن 11 ناقلة خام كبيرة استُئجرت على أساس عقود تتضمن خيارات التخزين، ما يزيد على نحو خمس ناقلات استُئجرت في نهاية الأسبوع الماضي. وتتسع كل من هذه الناقلات لتخزين ما يصل كحد أقصى إلى مليوني برميل من النفط. وفي تطور منفصل، أظهرت البيانات أن الناقلة «تاي أوشيانيا»، وهي من أكبر ناقلات النفط في العالم وسعتها القصوى ثلاثة ملايين برميل، استئجرت أيضاً لتخزين النفط.