تضاربت آراء مخرجين ومنتجين وممثلين سعوديين حول أسباب عزوف المشاهدين عن متابعة الأعمال السعودية خلال شهر رمضان الماضي، بحسب ما أظهرته نتائج استفتاء أجرته «الحياة». وبينما أشار مخرجون وممثلون الى أن السبب يعود إلى ضعف الأعمال السعودية التي انحصرت في فئة الكوميديا أو الدراما الفضائحية، رأى منتجون أن الأعمال السعودية تحظى بمتابعة كبيرة وتجذب الجماهير من كل دول العالم العربي مستندين على ذلك بكمية الإعلانات الكبيرة التي تعرض خلال المسلسلات السعودية. وأوضح الممثل السعودي عبد المحسن النمر في حديثه ل «الحياة» أن «وجود طاقات سعودية على مستوى الممثلين والمخرجين والكتاب يعتبر نقطة تميز مهمة تحسب للعمل السعودي، لكن حصرها في قالب واحد أظهرها بشكل مشوه». ودعا النمر وزارة الثقافة والإعلام إلى إعادة قراءة المناخ الفني السعودي، وإعطاء العمل الجاد أهميته من خلال فرز الأعمال واختيار الأنسب منها للعرض. وأضاف: «لا أقصد تجاوز الأمور الرقابية، لكن المطلوب تشكيل لجان فنية حقيقية تقوّم العمل الفني من الناحية التقنية ومن الناحية الفكرية». وأشار النمر الى أن الجمهور لم يعد يرضى اليوم بكل ما يقدم وأصبح يختار المميز فقط، وأضاف: «عندما أتيحت الفرصة للجمهور للتعبير عن رأيه قوّم الأعمال بحسب ما تستحق لذلك ظهرت هذه النتائج التي من المفترض أن نعيد على أساسها حساباتنا». واعتبر النمر ان التركيز على الأعمال الكوميدية واحداً من أهم نقاط الضعف، وقال: «مسلسل «طاش ما طاش» نجح ولا زال ناجحاً، لكن ذلك لا يعني أن تتحول الدراما السعودية كلها إلى نسخ منه، فكل الأعمال التي عرضت حتى الآن ليست أكثر من نموذج مطول لحلقة من حلقات «طاش ما طاش». وحضّ النمر الممثلين والمنتجين على البحث عن أفكار وأدوار جديدة من دون التوقف عند نوع محدد من الأعمال. وحول تدني مستوى الأعمال الكوميدية والدرامية قال النمر: «يعتقد بعض المنتجين أن دور المخرج لا يعتبر مهماً أو محورياً في الأعمال الكوميدية، وبناء على ذلك يغيب واحد من أهم العناصر الفنية التي تساعد في نجاح العمل». كما اعتبر ان اعتماد الأعمال التراجيدية على الأسلوب الفضائحي في الطرح سياسة خاطئة وتساءل: «ما الذي يدفعنا لطرح هذا النوع من الفضائح وعندنا أنواع أخرى من المشكلات الاجتماعية بإمكاننا طرحها من دون عنف وتشويه للمجتمع؟». أما المخرج عبدالخالق الغانم فرأى أن «نجاح الأعمال الفنية يعتمد على عناصر مهمة يلخصها في النص الجيد المحمل بأفكار وأهداف قوية إضافة إلى ممثلين مميزين ومخرج متمكن، ومتى توافرت هذه العناصر ونُسّق في ما بينها بشكل جيد ومدروس فسيحقق العمل النجاح المطلوب، أما إذا وُجد خلل في احدها فسيكون هناك خلل في العمل بشكل عام». وعن التجربة السعودية قال الغانم: «أعمالنا وتجاربنا الدرامية والكوميدية بحاجة إلى نضوج أكثر، والمشاهد ينتظر متابعة أعمال قوية وهادفة». ورفض الغانم مقارنة الأعمال السعودية بنظيرتها السورية قائلاً: «أرفض مقارنة التجربة السورية بتجربتنا إذ هناك فارق كبير بين المناخين الفنيين، ففي السعودية يتطلب الحصول على كاتب أو ممثل مميز مجهوداً كبيراً ومضنياً»، مشيراً إلى ان افتقاد الساحة السعودية لكتاب النصوص بخاصة الكوميدية يساهم في تدني مستوى الأعمال المقدمة. وأضاف: «لابد أن تكون المواقف الكوميدية في النص مبنية بشكل جيد حتى يتمكن المخرج من تصوير هذا الموقف، خصوصاً أن تصوير العمل الكوميدي أصعب بمراحل من تصوير الأعمال الأخرى». بينما رأى المنتج عبدالله العامر أن الأعمال السعودية مميزة وقوية مستدلاً على ذلك بالكم الكبير من الإعلانات التي يربطها بنسبة المتابعة، معتبراً أن الفارق الكبير بين أعداد الإعلانات التي تتخلل الأعمال السعودية والمصرية مثلاً دليل على قوة العمل السعودي ونجاحه. وأضاف: «شركات الإعلان لا تعلن إلا من خلال دراسات حول أكثر البرامج مشاهدة، لذلك يمكننا بسهولة التعامل مع الإعلانات كمقياس». وأشار العامر الى أن «أعداء النجاح وخفافيش الإنترنت لن يرضوا عن أي عمل مقدم». واختتم حديثه قائلاً: «نسعى لتقديم المميز للجمهور المحب والباحث عن الإبداع، وتلك الفئة هي التي تهمنا. أما من يعتقدون بأنهم قادمون من كوكب آخر ولم يعد يعجبهم أيٌّ من الأعمال المطروحة فهم بالتأكيد لا يعنوننا».