اعتبر وزير التربية والتعليم العالي في لبنان الياس بوصعب بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في دار الفتوى أن «السجال الحاصل بين الوزراء محدود ولا وجود لخلافات سياسية أساسية، ولو كان هناك خلاف سياسي لكانت الحكومة معرضة للاهتزاز من دون وجود سجال بين وزيرين، الأمر الذي حصل هو وجود خطأ ما، والإعلام لعب دوراً أساسياً في توسعة الخلافات، وانحسر الخلاف، وهذا الموضوع انتهى إلى غير رجعة، والوزيران تجمعهما الصداقة ويحترمان ويقدران بعضهما بعضاً، والجميع متوافقون على أن الذي يقومان به يصب في المصلحة العامة في شكل نهائي». وشدد بوصعب على أن «الحوار جدي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ويمكن أن يعطي نتيجة إيجابية على لبنان في شكل عام. الجنرال عندما وقع وثيقة التفاهم مع حزب الله دعا الجميع إلى الانضمام اليها، وحصل كلام وتفاهم بين التيار الحر وتيار المستقبل، وكذلك مع الحزب التقدمي الاشتراكي، واليوم نرى تيار المستقبل مع حزب الله والقوات اللبنانية مع التيار الحر، هذا هو الفكر الذي نؤمن به، والذي طالب به الجنرال، وذلك يتوافق مع فكر المفتي دريان. بالنتيجة نحن أبناء وطن واحد وسنعيش مع بعضنا بعضاً والتفاهم والحوار ضروريان». وعما إذا كان لا انتخاب لرئيس الجمهورية قبل التفاهم بين «القوات» و «حزب الله» و «المستقبل» و «التيار الوطني الحر»، رفض بوصعب التكهن متى ستجرى عملية انتخاب رئيس الجمهورية، «لكن الحوار ضروري. واضح أن الخلاف كبير، ولولا عدم وجود خلاف كبير لما حصل شغور في رئاسة الجمهورية، واليوم هناك أفق للحلول، وأصبحت موجودة، وتم تشكيل حكومة الرئيس سلام على أساس حوار بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وهذا الحوار استمر ولم ينته كما يظن بعضهم، والتواصل ما زال موجوداً، واليوم توسع ليشمل فرقاء آخرين، وكلما توسع وكبر الحوار وكلما تكلمنا مع بعضنا بعضاً اقتربنا من الحل ولبنان يقترب لينتخب رئيساً للجمهورية». وأشار إلى أنه أطلع الشيخ دريان على «مبادرات أطلقتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، للمساهمة في توفير وسائل تدفئة في أسرع وقت ممكن لأكثر من مليون نازح موجودين على الأراضي اللبنانية، منها ملابس وأغذية ووسائل تدفئة». وطالب «كل الدول الأخرى التي باستطاعتها المساعدة في هذه الظروف بأن تبادر إلى المساعدة لأنه أولاً وآخراً نحن إنسانيون. نحن مع إعادة النازحين إلى بلدهم وإيجاد حل سلمي لإعادتهم، إنما طالما هم موجودون عندنا في لبنان فنحن ملزمون القيام بواجباتنا الإنسانية». وسمع دريان من عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاصم عراجي، ووفق تصريح الأخير، إلى شرح «عن انعكاس بدء الحوار بين المستقبل وحزب الله على الأوضاع الأمنية في البقاع الذي مر بظروف صعبة نتيجة الاحتقان السنّي - الشيعي وأصبح أفضل بعد بدء الحوار ونأمل بأن يفضي إلى نتيجة إيجابية لأنه سينعكس إيجاباً على منطقة البقاع وتحديداً على قضاء زحلة والبقاع الشمالي». وتوقف عراجي عند «تقصير المنظمات الدولية التي خفضت منذ بداية العام المساعدات للنازحين، ما شكل عبئاً علينا وعلى البنية التحتية للبلديات والمناطق في قضاء زحلة».