استهدف تفجير انتحاري مقر البرلمان الليبي في طبرق (شرق) أمس، في هجوم طغى على أنباء المعارك في «الهلال النفطي» حيث أعلنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر إسقاط مروحية تابعة ل «فجر ليبيا» أغارت على مواقع لحرس المنشآت النفطية في مرفأ السدرة (للمزيد). واقتحم الانتحاري بوابة الباحة الخلفية لفندق «دار السلام» حيث مقر البرلمان في طبرق، بسيارة رباعية الدفع من طراز «لاندكروزر» معبأة مواد ناسفة، أدى تفجيرها إلى إصابة 12 شخصاً بينهم نواب بجروح مختلفة، إضافة إلى أضرار كبيرة لحقت بالمبنى. وقال المقدم الصافي عبد النبي عضو اللجنة الأمنية في طبرق، إن هدف الانتحاري الذي تطايرت جثته أشلاء بفعل قوة التفجير، كان الوصول إلى قاعة اجتماعات البرلمان لدى انعقاده في الطابق الأرضي للفندق. وعُلم أن من بين الجرحى عامل بنغلاديشي إصابته بالغة، كان في الباحة الخلفية للفندق التي تستخدم لاستقبال البضائع ومواد التموين، فيما أفيد بأن معظم الإصابات نتجت من تطاير شظايا الزجاج من المبنى. وأبلغت «الحياة» مصادر في البرلمان أن المجلس استأنف أعماله كالمعتاد بعد الهجوم. وأشارت إلى أن من بين الجرحى 8 نواب إصاباتهم طفيفة، وإلى أن الآخرين هم من العاملين في الفندق. وأبلغ شاهد في طبرق «الحياة» أن الانتحاري قفز بسيارته من الطريق العام (الأعلى من الطريق الفرعي المؤدي إلى الفندق) وصدم سور البوابة المؤدية الى باحة التموين، وذلك لتفادي حاجز أمني أمام المدخل الرئيسي للمقر. وربط مراقبون الهجوم بالحرب الدائرة في «الهلال النفطي» (وسط البلاد) حيث أعلنت القوات التي يقودها حفتر والموالية للبرلمان، «إسقاط مروحية لفجر ليبيا، أغارت مع طائرات أخرى، على مواقع للقوات الحكومية قرب مرفأ السدرة» أمس. وقال علي الحاسي الناطق باسم «غرفة العمليات العسكرية المشتركة في الهلال النفطي» أن «إحدى مقاتلاتنا أقلعت من مهبط شركة رأس لانوف للنفط ولحقت بالطائرات المغيرة وأصابت إحداها خلال هبوطها في قاعدة القرضابية الملاصقة لمطار سرت الدولي». كذلك، اعلن الحاسي أن فرق الإطفاء عاودت العمل للسيطرة على حريق اندلع في خزانات النفط في مرفا السدرة، معرباً عن أمله في أن يتم إخماده قبل «تفعيل العقد المتأخر للحكومة مع شركة أميركية بقيمة 6 ملايين دولار أميركي». وأفاد العقيد خالد ثابت، آمر قاعدة القرضابية، بأنها تعرضت لغارة من طيران حفتر، «لم تؤد إلى خسائر بشرية او أضرار». أتى ذلك غداة استهداف «مجلس شورى مجاهدي درنة» (المتحالف مع فجر ليبيا) مطار الأبرق العسكري التابع لقوات حفتر (شرق)، بثلاثة صواريخ من طراز «غراد». ويأتي التصعيد بعد غارة جوية شنها طيران حفتر على أهداف في مدينة مصراتة الأحد. ورجّح العقيد إسماعيل الشكري الناطق باسم عملية «الشروق» (لتحرير الموانئ النفطية) التابعة ل «فجر ليبيا» أمس، أن الطائرة التي أغارت على مصراتة أقلعت من مدرج حقل «سي 5» النفطي الواقع جنوب مدينة الزنتان (غرب)، متوقعاً أن يكون المدرج ذاته يستخدم منطلقاً للطائرات التي تغير على أهداف في المنطقة الغربية، الواقعة تحت سيطرة «فجر ليبيا».