سجّلت معارك عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي سخونة ملحوظة بين وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وشن التنظيم هجوماً على معملين للغاز يسيطر عليهما النظام في ريف حمص، في محاولة لقطع هذا الشريان الحيوي عن مناطق سيطرة الحكومة، بعدما كان هاجم مراراً في الشهور الماضية منشآت الغاز في حقل شاعر الاستراتيجي في المحافظة ذاتها. (المزيد). ودعا ثلاثة من قادة المعارضة السورية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضمان تحمّل المنظمة الدولية «مسؤولياتها تجاه سورية، وأن تقوم بواجباتها كاملة»، وأشاروا إلى أن الشعب السوري مصدوم ومحبط و «يشعر بخيبة أمل أمام عجز المنظمة الأممية، وهي الملاذ الآمن المفترض لكل البشرية». وطلب رئيس «المجلس الوطني» السابق برهان غليون والرئيس السابق ل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أحمد الخطيب ورئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب من بان كي مون في رسالتهم المشتركة التي تنشرها «الحياة» اليوم، تشكيل «لجنة دولية لتقصي الحقائق وتقديم تقرير خاص لكم عن جرائم الإبادة الجماعية التي تُمارس» في سورية. في غضون ذلك، قالت مصادر في المعارضة السورية ل «الحياة» أمس إن مفاوضات تجري بين «الائتلاف» و «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» لصوغ النسخة النهائية ل «اعلان القاهرة» قبل لقائهما في العاصمة المصرية في الأيام المقبلة بهدف «فتح صفحة جديدة» بينهما قبل لقاءات «موسكو - 1» المتوقعة في نهاية الشهر المقبل. وتهدف المفاوضات إلى الوصول إلى رؤية مشتركة للطرفين حول تسوية الأزمة السورية. ويأمل الطرفان بالوصول إلى اتفاق قبل الاجتماع المقرر للهيئة العامة ل «الائتلاف» بين 3 و5 الشهر المقبل لانتخاب الهيئة الرئاسية الجديدة. وفي حال التوصل إلى الصيغة النهائية للإعلان، يجتمع الطرفان قبل «اللقاء التشاوري» لأطراف المعارضة في موسكو في 26 الشهر المقبل قبل يومين من اللقاء مع وفد النظام. ووفق المسودة الأخيرة ل «اعلان القاهرة» والتي حصلت «الحياة» على نسخة منها، فإن «الائتلاف» و «هيئة التنسيق» يدشنان «مرحلة جديدة إيجابية في العلاقة بينهما ومع كل فصائل المعارضة الديموقراطية الأخرى» وإن الطرفين «يتوافقان على أن بيان 30 حزيران (يونيو) 2012 (بيان جنيف) وقرارات مجلس الأمن المعنية بالشأن السوري هي أساس للحل السياسي في سورية، وعلى عملية جنيف كإطار تفاوضي بين المعارضة والسلطة. وعلى أن التوافق الدولي والإقليمي ضرورة أساسية لنجاح العملية التفاوضية لتحقيق تطلعات الشعب السوري ومطالبه». وفي المسودة التي قدمتها «هيئة التنسيق» جاءت كلمة «السلطة» قبل «المعارضة». من جهة اخرى، توجه ثلاثة ديبلوماسيين سوريون إلى الكويت أمس لإعادة افتتاح السفارة السورية فيها، وفق ما قال مسؤول سوري لوكالة «أسوشيتد برس». وأوضح المسؤول الذي رفض كشف اسمه أن بين الثلاثة قائماً بالأعمال. ميدانياً، احتدمت المعارك مجدداً في مدينة عين العرب (كوباني). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن ارتفاع عدد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين قُتلوا في مدينة عين العرب إلى 18 على الأقل، بالإضافة إلى عنصرين آخرين من التنظيم فجّرا نفسيهما بعربات مفخخة في محيط مكتبة رش (المدرسة المحدثة). وأوضح أن 10 من بين القتلى سقطوا خلال تنفيذهم هجوماً غرب مكتبة رش «حيث تمكن 7 منهم من تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة». أما في محافظة حمص، فقد ذكر «المرصد» أن ما لا يقل عن 8 أشخاص قتلوا، بينهم 4 من عناصر قوات النظام من حراس معمل الغاز في منطقة الفرقلس ... جراء الانفجار الذي وقع صباحاً أمام حاجز في محيط معمل الغاز في ريف حمص الشرقي، وأشار إلى وجود عنصرين من «داعش» في موقع التفجير. أما وكالة «سانا» الحكومية فأوردت أن «عناصر حماية معملي الغاز في منطقة الفرقلس ... تصدوا لإرهابيين حاولا دخول المنشأة» وفجّرا «سيارة مفخخة أسفرت عن وقوع أضرار بسيطة في مدخل المنشأة وخسائر بشرية». وذكرت وكالة «مسار برس» المعارضة أن «تنظيم الدولة سيطر على أجزاء من شركة الفرقلس للغاز وقتل 22 عنصراً من قوات النظام». وأشارت «مسار برس» في تقرير آخر من ريف دمشق إلى أن «كتائب الثوار تمكنت الإثنين من تدمير رتل عسكري لقوات الأسد أثناء محاولته استعادة السيطرة على حاجزي ضهر القضيب والمزابل في مدينة الزبداني» قرب الحدود اللبنانية. وأضافت أن الاشتباكات «أسفرت عن مقتل 15 عنصراً» من قوات النظام، مؤكدة «أن استمرار سيطرة الثوار على الحاجزين يعني فك الحصار عن الزبداني، وفتح الطريق الواصل بين مدينة الزبداني ولبنان».