دشن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) هجوماً مضاداً على مدينة عين العرب (كوباني) بتفجيرات انتحارية، رافقتها للمرة الأولى اشتباكات عنيفة مع الأكراد على المعبر الحدودي مع تركيا. في الوقت ذاته فجّرت «جبهة النصرة» آلية مفخخة في معقل للنظام السوري في ريف حلب شمالاً وحققت فصائل معارضة تقدماً مهماً يحول دون حصار القوات النظامية لهذه المدينة، بالتزامن مع إعلان أصدرته فصائل مسلحة سورية في جنوبتركيا حول تشكيل «مجلس قيادة الثورة» (للمزيد). ورأى مراقبون أن هذه التطورات ستترك أثرها على خطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ل «تجميد» القتال في حلب، وجهود النظام لفرض حصار على ثاني أكبر مدينة في سورية، كما حصل في مدينة حمص وسط البلاد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن، أن «انتحارياً من تنظيم الدولة الإسلامية يقود سيارة مفخخة فجّر نفسه فجراً في منطقة المعبر الحدودي بين كوباني وتركيا، ثم اندلعت اشتباكات عنيفة مع مقاتلي وحدات حماية الشعب» الكردية. وأضاف: «هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها معارك بين الجانبين في منطقة المعبر». وأبلغ مسؤول محلي في عين العرب وكالة «فرانس برس»، أن «تنظيم الدولة الإسلامية صعّد هجماته في محيط المعبر، وسجّلت هجمات عنيفة فجراً قرب هذا المعبر الذي لا يزال تحت سيطرة وحدات حماية الشعب». واتهمت مصادر كردية سورية أنقرة بالزج بمسلحين من «داعش» عبر الحدود التركية، وقال ناطق باسم مجلس غرب كردستان ل «الحياة»، إن انتحارياً فجّر سيارته بعد دخوله من المعبر الحدودي مرشد بينار الذي تسيطر عليه تركيا. وفيما أكدت هيئة الأركان التركية تفجير سيارة مفخخة عند المعبر، نفت أن تكون السيارة عبرت من الأراضي التركية. في ريف حلب، ذكر «المرصد» أن «الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية سيطرت على تلة آغوب في منطقة البريج» أمس، وأشار الى سيطرتها على الكازية العسكرية قرب سجن حلب المركزي في المدخل الشمالي الشرقي للمدينة، بعد اشتباكات وُصفت بأنها عنيفة مع قوات النظام التي تدعمها «قوات الدفاع الوطني» و «لواء القدس» الفلسطيني وعناصر من «حزب الله» ومقاتلون شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية. وتطل تلة آغوب على سجن حلب من الجهة الجنوبية، ويمكن منها رصد طريق إمداد قوات النظام من منطقتي حندرات وسيفات وإليهما من قبل مقاتلي المعارضة. وكانت «فصائل مقاتلة، منها «جبهة النصرة» و «الجبهة الإسلامية» تمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على منطقة المعامل الإستراتيجية والمتاخمة لقرية الزهراء الشيعية، أحد أكبر معاقل قوات النظام التي تقع على الطريق الممتد بين حلب والريف الشمالي، وفق مصادر المعارضة. وسُمع أمس دويّ انفجار في محيط القرية وسط تصاعد أعمدة الدخان في المنطقة. وقال ناشطون إن «جبهة النصرة» فجرت آلية مفخخة. وسيطرت الجبهة و «جند الأقصى» أمس على 15 قرية وبلدة في ريف إدلب الجنوبي، عقب انسحاب عناصر «جبهة ثوار سورية» وفصائل مقاتلة من المنطقة، كما تقدمت في شمال غربي البلاد على حساب فصائل «معتدلة». وأفاد ناشطون بأن «النصرة» سيطرت أيضاً على مدينة الرستن في ريف حمص (وسط). سياسياً، أُعلن رسمياً في جنوبتركيا أمس، تشكيل «مجلس قيادة الثورة السورية» من نحو مئة فصيل مسلح، وانتخاب القاضي قيس الشيخ رئيساً له، في محاولة ل «توحيد الفصائل المسلحة الفاعلة على الأرض» والبدء بتشكيل قوة مشتركة من ستة آلاف مقاتل. ويتوقع تشكيل مجلس عسكري وآخر قضائي.