قتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم أربعة من عناصر قوات النظام السوري في انفجار سيارة مفخخة اليوم الإثنين قرب منشأة للغاز في ريف حمص الشرقي، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الهجوم. وأكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" وقوع الهجوم، مشيرة إلى اعتقال شخصين فجّرا السيارة المفخخة، إلاّ أن التنظيم المتطرف أعلن مقتل اثنين من عناصره، أحدهما انتحاري، نفّذا العملية. وأفاد "المرصد" في بريد إلكتروني بمقتل "خمسة موظفين وأربعة عناصر من قوات النظام من حرس معمل الغاز بالفرقلس، إثر انفجار سيارة مفخخة بالقرب من المعمل في الريف الشرقي لحمص". وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل ثمانية أشخاص. كذلك جرح نحو 15 شخصاً في الهجوم، وفق "المرصد". وذكرت "سانا" أن التفجير أسفر "عن وقوع أضرار بسيطة في مدخل المنشأة وخسائر بشرية"، مؤكدةً أن "البنى التحتية لمعملي الغاز (في المنشأة) لم تتضرر جراء التفجير الإرهابي والمعملين مازالا في الخدمة". ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله، إن عناصر حماية المنشأة "تمكنوا من القبض على الإرهابيين اللذين فجرا السيارة، وهي من نوع بيك أب، أمام مدخل المعملين لدى محاولتهما الفرار". وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته عن العملية. ونشرت مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية، صورتين لعنصرين في التنظيم، أحدهما قدمته على أنه "انغماسي" (انتحاري) يدعى أبو علي المغربي، والثاني أبو أيوب المغربي، مؤكدةً مقتلهما في الهجوم. ويسعى تنظيم "داعش" إلى السيطرة على أكبر عدد ممكن من حقول النفط والغاز في العراق وسورية، كونها مصدر إيرادات مهماً له. وفقدت السلطات السورية السيطرة على العديد من حقول النفط والغاز، لا سيما في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق منذ بداية النزاع الذي قتل فيه أكثر من 200 ألف شخص منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وفي السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، استعادت قوات النظام السوري حقل الشاعر للغاز في وسط حمص بعد أسبوع من سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" على أقسام منه. وقتل نحو 350 من قوات النظام والمسلحين الموالين له وموظفي حقل الشاعر، عندما شن التنظيم "الجهادي" هجوماً على الحقل في تموز (يوليو)، وقضى عدد كبير من هؤلاء ذبحاً. وبلغت قيمة الأضرار التي أصابت قطاع النفط والغاز في سورية جراء الأزمة نحو 21.4 بليون دولار، وفق ما أعلنت السلطات السورية في تموز (يوليو) الماضي، مشيرةً إلى أن إنتاج الغاز تراجع إلى نحو النصف ليبلغ 16.36 مليون متر مكعب يومياً في النصف الأول من العام الجاري، في مقابل 30 مليوناً قبل آذار (مارس) 2011. في شمال البلاد، قتل الأحد 20 عنصراً من "داعش" في مدينة عين العرب الحودية مع تركيا في مواجهات مع مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردية" الذين قتل منهم عشرة عناصر، وفق "المرصد السوري". وذكر المرصد اليوم أن "20 عنصراً على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية لقوا مصرعهم في مدينة عين العرب (كوباني) أمس، بينهم عنصران فجّرا نفسيهما في عربتين مفخختين في محيط مكتبة رش (المدرسة المحدثة)، وعشرة قتلوا في هجوم على مواقع للتنظيم غرب مكتبة رش، بينهم سبعة فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة". وقتل الآخرون في الاشتباكات التي أسفرت أيضاً عن مقتل "ما لا يقل عن عشرة مقاتلين من وحدات حماية الشعب" الكردية. واستعاد مقاتلو "وحدات حماية الشعب" خلال الأيام الأخيرة أجزاءً واسعة من عين العرب. وبدأ التنظيم المتطرف في 16 أيلول (سبتمبر) هجوماً واسعاً على عين العرب، وتمكن خلال أسابيع من الاستيلاء على أكثر من نصف المدينة. إلاّ أن تقدمه توقف في بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) تقريباً، ثم استعاد المقاتلون الأكراد زمام المبادرة مدعومين من مقاتلين أكراد عراقيين وآخرين سوريين من فصائل "الجيش الحر" دخلوا المدينة عبر الحدود التركية، ومن طائرات "الائتلاف الدولي" التي لم توقف غاراتها منذ ذلك الحين على مواقع "الدولة الإسلامية" في عين العرب ومحيطها وغيرها من مناطق سيطرة التنظيم في سورية والعراق.