تظاهر أمس مئات الناشطين اليمنيين في صنعاء للمطالبة بخروج المسلحين الحوثيين من المدن والمؤسسات الحكومية في وقت أكد زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي أن ميليشيا الجماعة ستستمر في مكافحة الفساد وحفظ الأمن وفرض الشراكة الوطنية وتطهير الجيش من المندسين، قائلاً «إن آخر الدواء الكي» في رسالة فُهم أنها تهديد مبطن للرئيس عبدربه منصور هادي إذا لم يخضع للمطالب الحوثية. واعتبرت رسالة الحوثي دليلاً اضافياً على رغبة الجماعة بمواصلة هجومها للسيطرة على كل مرافق الدولة والقرار السياسي فيها على رغم توقيع الحوثيين اتفاق «السلم والشراكة». في غضون ذلك قتل جندي وأصيب آخران في انفجار عبوة ناسفة زرعها تنظيم «القاعدة» في طريق دورية للجيش في مركز مديرية القطن وسط وادي حضرموت (شرق) بعد يوم من تأكيد التنظيم أنه قتل 20 حوثياً في مكمن نصبه لهم في مديرية أرحب شمال صنعاء. وطالب مئات الناشطين الذين خرجوا في تظاهرة انطلقت من أمام جامعة صنعاء بخروج المسلحين الحوثيين من العاصمة والمدن الأخرى التي باتت في قبضتهم وإخلاء مؤسسات الدولة التي سيطروا عليها بالقوة، وذلك في سياق الاحتجاجات المتواصلة ضد وجود الجماعة المسلح وهيمنتها على القرار السياسي والأمني في البلد. إلى ذلك شدد زعيم الجماعة في رسالة وجهها إلى اللجان الشعبية على «تنظيم الصفوف والاستعداد لكل الاحتمالات» مؤكداً أن الفعل الثوري لهذه اللجان سيستمر في ثلاثة مسارات متزامنة هي مكافحة الفساد في مؤسسات الدولة وحفظ الأمن وفرض الشراكة الوطنية. ودعا الحوثي مسلحيه إلى مواجهة من وصفهم ب «الأشرار والمجرمين» وإلى التعاون مع الجيش والأمن لتطهير المؤسسة العسكرية من «المندسين والمخترقين لها من أذيال علي محسن وعملاء الخارج» على حد قوله، في إشارة إلى أتباع الجنرال الفار علي محسن الأحمر الذي تعتبره الجماعة عدوها الأول. وشدد الحوثي على «فرض الشراكة من أجل إسقاط الاستبداد السياسي وإنقاذ مؤسسات الدولة من انفراد قوى النفوذ بها» وحذر من الالتفاف على نصوص اتفاق «السلم والشراكة»، ملوحاً ب « خطواتٍ حازمة وصارمة» وقال إن «آخر الدواء الكي» في رسالة فهم منها أنها تحذير مبطن للرئيس هادي إذا لم يخضع لمطالب الجماعة في تمكينها من مفاصل الدولة. وساق الحوثي في رسالته إلى مليشيا الجماعة جملة من النصائح والوصايا التي أمرهم التزامها ومنها، مراعاة حرمة المنازل التي يقطنها نساء وأطفال ولا تشكل تهديداً لهم، إلى جانب تفويت الفرصة على المندسين الذين يحاولون الانتقام من خصومهم تحت عباءة الجماعة. وتعيش صنعاء منذ أيام إلى جانب المناطق والمدن التي سيطرت عليها الجماعة استعدادات مكثفة وغير مسبوقة للاحتفال بذكرى «المولد النبوي الشريف» في شكل يعكس حرص الجماعة على تحويل المناسبة الدينية إلى مهرجان سياسي رسمي تستعرض فيه قوتها العسكرية وحضورها المذهبي.