أعلن تنظيم «القاعدة» في اليمن مسؤوليته عن قتل 20 مسلحاً من جماعة الحوثي في هجوم شنّه ليل الثلثاء - الأربعاء على مواقعها في محيط مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء في وقت أجبرت احتجاجات الطلبة مسلحي الحوثيين أمس على الإنسحاب من حرم جامعة صنعاء، بالتزامن مع قرار للحكومة قضى بمنع أي تدخل غير رسمي في إدارة الوزارات. إلى ذلك، سارعت جماعة الحوثيين أمس إلى انتقاد البيان الختامي لقمة الدوحة الذي طالبها بسحب مسلحيها من المناطق التي سيطرت عليها بالقوة وتسليم أسلحة الجيش التي استولت عليها إلى الدولة، وقالت إن البيان» تجاهل الإشارة إلى اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الموقع في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي بين الأطراف اليمنية. وأكد تنظيم «القاعدة» في بيان نشره على حسابه في»تويتر» أنه هاجم نقطة تفتيش للحوثيين ليل الثلثاء في منطقة «دار النجد» في مدينة رداع، إلى جانب موقعين مجاورين، تسيطر عليهما الجماعة باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ومدافع الهاون ما أسفر عن قتل 20 حوثياً قبل انسحاب عناصر التنظيم من دون خسائر. وفي حين تتكتم الجماعة على خسائرها جراء هجمات «القاعدة» المستمرة، أكدت مصادر محلية في مدينة ذمار (100كيلم جنوبصنعاء) «انفجار عبوة ناسفة صباح أمس يعتقد أن عناصر القاعدة زرعوها جوار منزل أحد الموالين للحوثيين، ما أدى إلى أضرار مادية في المنزل من دون سقوط ضحايا». في غضون ذلك، تظاهر أمس المئات من طلبة جامعة صنعاء للمطالبة بخروج ميليشيا الحوثيين من الحرم الجامعي ووقف الانتهاكات، وأكد عدد من الناشطين شاركوا في التظاهرة أن المسلحين الحوثيين «رضخوا لهذه المطالب وأكدوا أنهم سينسحبون من الحرم الجامعي على أن تتحمل رئاسة الجامعة مسؤولية حفظ الأمن». ووقفت الحكومة في اجتماعها الأسبوعي أمس على تدخلات الحوثيين في شؤون مؤسسات الدولة، وأكد الناطق باسمها راجح بادي أن مجلس الوزراء وجّه برفض أي تدخل في شؤون الوزارات من أي جهة غير رسمية، في إشارة إلى لجان الرقابة الحوثية. وكان محافظ الحديدة صخر الوجيه قدم استقالته قبل يومين على خلفية مطالب الحوثيين بتوفير إعاشةٍ ومساكن ومقرات لحوالي أربعة آلاف مسلح من أتباعهم إلى جانب إنذاره بعدم اتخاذ أي قرار من دون موافقتهم. وعلمت»الحياة» أن اجتماعاً في ألمانيا الإتحادية ضم قادة الأحزاب والقوى اليمنية توصل أمس إلى عدد من التوصيات من بينها «تأكيد انسحاب المسلحين الحوثيين من المدن ونقاط التفتيش في صنعاءوالمحافظات الأخرى، إلى جانب الدعوة إلى توسيع قوام مجلس الشورى الحالي وإشراك الحوثيين في اللجنة العليا للانتخابات». وانتقدت الجماعة أمس بيان قمة الدوحة الخليجية ورفضت توصيفه للمناطق التي سيطرت عليها بأنها «محتلة» وقالت إن «بيان الدوحة يتجاهل تماماً الإشارةَ إلى ما توصل إليه اليمنيون من توقيع اتفاق السلم والشراكة بإرادة وطنية ثورية شعبية». وأضافت أن اعتباره «بعضَ المحافظات مناطقَ محتلة من قبل أنصار الله (الحوثيين) ومطالبته بالانسحاب منها، توصيفٌ يندرج في خانة التدخل المباشر في شؤون الغير». وأضافت أن» اللجان الشعبية (مليشيا الجماعة) هي من أبناء اليمن تحركوا في محافظاتهم بما يمليه عليهم الواجب الوطني والأخلاقي تجاه الانهيار الأمني والفشل السياسي وتكملة لدور رجال الأمن والجيش، وليست بديلاً عنهم».