صعد زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي نبرة خطابه المتحدي بعد فشل التوصل إلى اتفاق مع الحكومة ودعا أنصاره الذين يطوقون صنعاء ويحاصرون بخيامهم عدداً من الوزارات، إلى الاستمرار في الاحتجاج والاحتشاد حول العاصمة مهدداً بخطوات لاحقة قال إنها «ستكون أكثر إيلاماً وإزعاجاً حتى تتم إقالة الحكومة والتراجع عن قرار رفع سعر الوقود»، ويعتقد أن الحوثيين يُعدون لتجويع صنعاء بمنع وصول الإمدادات الغذائية إليها. جاءت هذه التطورات فيما يخوض الجيش مواجهات مستمرة مع تنظيم «القاعدة» في الجنوب والشرق وفي ظل أنباء أفادت أمس عن اشتباكه مع عشرات المسلحين في مناطق عدة وسط وادي حضرموت خصوصاً في بلدة القطن ووادي سر، بالتزامن مع قصف كثيف للطيران الحربي لمواقع التنظيم. وتظاهر آلاف الحوثيين أمس في صنعاء غداة خطاب زعيمهم ورددوا شعارات إسقاط الحكومة،كما استمر توافد الآلاف منهم إلى مداخل العاصمة حيث استحدثوا مخيمات جديدة عند مداخلها الشمالية والشرقية استعداداً للمرحلة الثالثة من التصعيد التي تمنى زعيمهم في خطابه ألا يتم الوصول إليها في الأسبوع المقبل. وفي حين اعترف مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر «أن التوتر الحالي هو الأكثر إثارة للقلق منذ بدء العملية الانتقالية في 2011» من المقرر أن يعقد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الخميس لقاء وطنياً موسعاً في صنعاء يضم مجالس الوزراء والنواب والشورى وقادة الأحزاب وكبار مسؤولي الدولة ومنظمات المجتمع لاتخاذ قرارات حازمة في مواجهة تصعيد الحوثيين. واتهم هادي الحوثيين بالتمرد ونكث العهود وبدغدغة مشاعر العامة عبر مطالبهم التي تخفي وراءها «أجندة مشبوهة»، وقال أمس خلال استقباله رئاسة الهيئة الشعبية لدعم الاصطفاف الوطني، إن «مفاجأة صنعاء بحشود قبلية مسلحة من مختلف مداخلها فرض واقعاً مرفوضاً شعبياً وسياسياً ووطنياً وإقليمياً ودولياً، ولا مجال للخروج عن الثوابت الوطنية والتمرد على مخرجات الحوار الوطني الشامل مهما كان الأمر». وكشف أنه تلقى «اتصالات من الولاياتالمتحدة ومجلس الأمن وعدد من العواصم العربية والدولية تدين تصرفات مليشيا الحوثي وتؤكد جميعها أن لا مجال لأي تمرد ضد الإجماع الوطني في اليمن والمتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل». ولفت هادي إلى أن الحوثيين دأبوا على استغلال انشغال الجيش بمواجهة تنظيم «القاعدة» في جنوب البلاد وشرقها لتوسيع نفوذهم خلال الفترة الماضية، وقال «كلما انخرط الجيش في مواجهة ومكافحة آفة الإرهاب من تنظيم القاعدة هاجمت جماعة الحوثي في حاشد وصولاً إلى عمران رغم تعهدهم بعدم مهاجمتها إلا أنهم نكثوا بالعهد وكلما كان يجري أي اتفاق معهم من قبل كانوا ينقضونه». وكان الرئيس اليمني اشترط على الحوثيين قبل أي عودة إلى التفاوض وأن يستكملوا سحب مسلحيهم من عمران التي كانوا احتلوها في الثامن من تموز (يوليو) الماضي، ويوقفوا إطلاق النار في محافظة الجوف مع القبائل ويرفعوا مخيماتهم المسلحة المحاصرة لصنعاء. واقترح حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح مبادرة لحل الأزمة تتضمن إقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية إضافة إلى إنهاء التوتر في كل المحافظات، وخفض سعر الوقود ليصبح بسعر الكلفة التي يستورد بها. وتتهم أطراف حكومية الجماعة بأنها «تخفي أهدافاً مبطنة غايتها تفجير الأوضاع أمنياً وبدء منع وصول الإمدادات الغذائية إلى العاصمة تمهيداً لإسقاطها» في وقت يعتقد مراقبون «أن الوضع في صنعاء يتجه إلى مزيد من التوتر وينذر بمواجهات وشيكة بخاصة بعد تلويح زعيم الجماعة بمرحلة ثالثة من التصعيد تبدأ الأسبوع المقبل».