«الإعلام الجديد والصحافة الالكترونية العربية والأميركية» كتاب بحثي وتوثيقي يسلط الضوء على دنيا الإعلام الالكتروني الذي ما زال في طور التبلور...والتطور.يعد الكتاب الصادر أخيراً عن دار «المفردات» السعودية أول مرجع عربي تطبيقي عن الصحافة الالكترونية، ويؤسس مفاهيم الصحافة الالكترونية وتطبيقاتها من خلال دراسة مقارنة على عينة من الصحف الالكترونية العربية والأميركية، شملت صحف «الحياة» و «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست»...وصحفاً أخرى. ويكشف الكتاب لمؤلفه الباحث الدكتور خالد الفرم، عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين ومسؤول لجنة الصناعات الصحافية، ان «الحياة» من أكثر الصحف اعتماداً على مصادرها الإخبارية الذاتية، بنسبة بلغت 96.6 في المئة، وهي نسبة عالية للغاية تشير إلى سيادة فلسفة الاهتمام بصناعة المواد الخاصّة للصحيفة. كما كشف الكتاب تفوق الصحف الاميركية الالكترونية على الصحف العربية الالكترونية في درجة تحديث المواد، وحجم التحديث الالكتروني ومستواه، ونوع المواد السمعبصرية المستخدمة في الصحافة الالكترونية الأميركية. وأشار الفرم إلى ان معظم الصحف (النسخ) الإلكترونيّة العربية مازالت «في المرحلة الأولى للصحافة الالكترونية»، إذ تعيد نشر معظم أو جزء من محتوى الصّحيفة الورقيّة (الأم)، وهذا النّوع لايزال مهيمناً على الصّحافة الإلكترونيّة، خصوصاً العربيّة منها في شكل واسع. بينما تمحورت المرحلة الثانية حول إعادة الصّحافيين إنتاج بعض النصّوص وفق خصائص النّشر الإلكترونيّ في الشبكة العنكبوتيّة. وهذه المرحلة متقدّمة عن المرحلة الأولى لجهة استثمار بعض تقنيّات الصحف الإلكترونيّة. أما المرحلة الثالثة، فهي التي يقوم الصّحافيون فيها بإنتاج محتوى خاص بالصّحافة الإلكترونيّة، واستثمار الخصائص الفنّية للصّحافة الإلكترونيّة في شكل كبير، وهذا غير موجود في النسخ الالكترونية العربية التابعة لصحف ورقية. وناقش الفرم في كتابه الارتباك والاضطراب في مفهوم الصحافة الالكترونية، والتداخل بين مفهوم الصّحافة الإلكترونيّة و صحافة الإنترنت، إذ إن صحافة الإنترنت لا تعني بالضرورة اكتساب المعلومات عبر وسائط إلكترونية، بل يمكن القيام بعملية إنتاج المواد الصّحافية عبر أساليب تقليدية مثل الحوار وكتابة التّقارير والأعمدة الصّحافية ثمّ بثّها عبر الشبكة. لذا فإنها تجمع وفق هذا المنظور أساليب العمل في كل من الوسائط الصّحافية المطبوعة التقلّيدية والوسائط الصّحافية الإلكترونيّة معاً. وأشارت الدراسة التداخل في المفاهيم بين الصّحافة المطروحة في شبكة الإنترنت Online Newspaper والنسخ الإلكترونيّة أو الرقمية. فالأولى قد تكون نسخاً رقمية لمطبوع ورقي تقليدي، أما الثانية فكيان قائم بذاته، يوظّف معالجات معلوماتية، تتناسب ومتطلّبات الصحافة الالكترونية المهنية. وأوضحت الدراسة أن الصّحف الإلكترونيّة تنقسم إلى ثلاث فئات أساسية، وفقاً لأسلوب إنتاج المحتوى الخاص بها: الفئة الأولى: وهي الصّحف الإلكترونيّة الّتي تعيد إنتاج محتوى الإصدار التقليدي، ومعظم الإصدارات الفوريّة في شبكة الإنترنت تقع في هذا النطاق وفي هذه المرحلة. الفئة الثانية: وهي الصّحف الإلكترونيّة الّتي تنتج محتوى مخصّصاً للنشر الفوري، وتدعم النصوص بوصلات وإمكانات تفاعلية. الفئة الثالثة: وهي الصّحف الإلكترونيّة الّتي تتسم بكون المحتوى ينتج خصيصاً للنشر الفوري، معتمداً على خصائص وسيلة الاتصال الجديدة وإمكاناتها. وأكد الفرم أن معظم الصّحف الإلكترونيّة العربية هي نسخ صماء للصحف الورقية، وتتسم بالجمود وبطء التحديث، والاقتصار على النصّوص فقط، مع غياب تام للمواد السمعبصرية، وكذلك الخدمات التفاعليّة التي تميز الإعلام الفوري. وأشارت الدراسة الى أن سيطرة التقنيين وليس الإعلاميين على إدارة محتوى الصحف الالكترونية، كذلك تكليف المؤسسات التقنية وليس الاعلامية مهمات انشاء الصحف الالكترونية حد من فاعليتها وبنائها وتسييرها على أسس ومعايير الصحف الالكترونية الحديثة.