رجحت أوساط ديبلوماسية في يرفان وباكو امس، أن يثمر لقاء الرئيسين الأرميني سيرج سركيسيان والأذربيجاني إلهام علييف المقرر في مولدوفيا اليوم، عن تطور إيجابي لتسوية ملف اقليم قره باخ المتنازع عليه. واستبقت باكو اللقاء بالإشارة إلى «تطور إيجابي» في مفاوضات الطرفين، الأمر الذي وصفته مصادر روسية بأنه سيكون «خطوة مهمة» ، لكن الكرملين فضل عدم التسرع في اعلان توقعات، وقال ناطق روسي إنه لا ينتظر «تحقيق اختراق سريعاً». وتتجه الأنظار اليوم، إلى عاصمة مولدافيا كيشيناو حيث تنعقد قمة رابطة الدول المستقلة التي ينتظر أن يكون أبرز ما فيها اللقاء المنتظر بين سركسيان وعلييف. وزادت أهمية اللقاء أنه يأتي بعد إنفراج مهم في العلاقات الأرمينية - التركية أخيراً، علماً أن تركيا أبرز المؤيدين لمطالب أذربيجان في استعادة السيطرة على إقليم قره باخ الذي يخضع لسيطرة أرمينيا منذ عشرين سنة. أيضاً، يعول الطرفان على التقدم الذي أحرزاه في جولات المحادثات التي التي جمعت بينهما. واستبق الرئيس الأذربيجاني اللقاء بالإعلان عن تحقيق «تقدم ديناميكي مهم» في محادثات البلدين لتسوية الأزمة المستعصية. وقال إن يريفان وباكو باتتا «في المرحلة الأخيرة من المفاوضات»، في إشارة إلى تذليل عقبات مهمة كانت تعترض تقريب المواقف حول التسوية. وأوضح نائب وزير الخارجية الأذربيجاني آراس عظيموف أن باكو «مع تمسكها بموقفها المبدئي»، على استعداد لقبول حلول وسط بشأن تسوية نزاع قره باخ. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن عظيموف قوله : «الوضع معقد، ولا يوجد للنزاع الأرميني- الأذربيجاني، حل قاطع مئة في المئة. ولكن توجد خيارات وسط، وقد عرضت أذربيجان مجموعة تنازلات. وفي الوقت الذي تتمسك أذربيجان بموقفها المبدئي، فإنها على استعداد لتقديم تنازلات». وزاد أن أذربيجان على استعداد لمنح إقليم قره باخ صلاحيات واسعة لإدارة شؤونه ذاتياً، وتدعو إلى حل النزاع على أساس المبادئ الثلاثة التي حددتها أطراف «لجنة مينسك» المنبثقة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقال إن هذا يدل على أن أذربيجان بموافقتها على هذه التنازلات «اجتازت نصف الطريق، وعلى أرمينيا التخلي عن التعنت، واجتياز شطرها من الطريق». وفي موسكو، قالت ناتاليا تيماكوفا السكرتيرة الصحافية للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انه سيلتقي نظيريه الأرميني والأذربيجاني خلال زيارته مولدافيا، بهدف دفع جهود التسوية بينهما. وأشار مصدر في الكرملين إلى أن اللقاء «يمثل خطوة جديدة نحو إيجاد حل ينهي النزاع بين أرمينيا وأذربيجان حول اقليم قره باخ» ، ولكنه لفت في الوقت ذاته، إلى ضرورة «عدم توقع أن يشهد هذا اللقاء اختراقاً». وبدأ نزاع قره باخ في العام 1988، عندما أعلن الإقليم الذي تتكون غالبية سكانه من الأرمن، إنفصاله عن أذربيجان. ثم أعلن في العام 1991 قيام جمهورية قره باخ، ما أدى إلى نشوب حرب بين أذربيجان وأرمينيا، أدت الى مقتل حوالى 15 ألف شخص وتشريد مليون آخرين. وفقدت أذربيجان سيطرتها على قره باخ و7 مناطق متاخمة له. ولم يتسن التوصل إلى اتفاق هدنة إلا في العام 1994 بوساطة دولية. وتؤكد باكو على استحالة تسوية النزاع إلا في ظل الحفاظ على وحدة أراضي أذربيجان، وعدم منح قره باخ صفة دولة مستقلة. وفي الوقت ذاته تدافع أرمينيا عن مصالح منطقة قره باخ وسكانها الأرمن.