شكلت وزارة التربية والتعليم لجنة لدرس وضع عدد من المباني المدرسية «المهجورة»، بعد تلقيها وإداراتها في المناطق والمحافظات شكاوى، حول هذه المباني، التي يحتاج بعضها إلى هدم وإعادة بناء. فيما رفعت إدارة شؤون المباني في المنطقة الشرقية قبل أسبوعين، طلباً إلى الوزارة بشأن مبانٍ مهجورة في المنطقة، من بينها مبنى مدرسة ابن تيمية، الذي مضى على هجرانه 17 عاماً. وعلى رغم صدور قرار من الوزارة بهدم هذا المبنى، الذي بات مصدراً للكثير من المشكلات، وبخاصة للقاطنين بجواره، آخرها تعرضهم لملاحقة «كلاب مسعورة»، إلا أن المبنى لا يزال يجثم فوق صدور الأهالي. بعد تعثر عمليات إنشاء مجمع تعليمي مكانه. وتعرضت امرأة وطفل قبل أيام إلى هجوم من كلاب «ضالة»، خلال مرورهما بالقرب من بوابة مدرسة ابن تيمية المهجورة في سيهات. وحاولت المرأة إنقاذ طفلها، بعد أن تعرض لهجوم من الكلاب. وتمكن مجموعة شبان من تخليص الطفل بعد ترويعه. إلا أن المتحدث باسم الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية سعيد الباحص، أوضح ل «الحياة» أن «الإدارة رفعت قبل أسبوعين طلباً لوزارة التربية والتعليم، بشأن المباني المهجورة في المنطقة، للنظر فيها، والبت في أمرها، من بينها مجمع ابن تيمية التعليمي في سيهات، وأكدنا في الطلب أهمية الرد لإزالة المبنى والتخلص منه، وما زلنا ننتظر رد الوزارة»، مضيفاً: «كان المبنى خصص لجنة قبل فترة بشأن النظر في المباني المهجورة؛ وبناء على رأي اللجنة تم رفع الطلب للوزارة». وشيدت المدرسة قبل 40 عاماً، من ثلاثة أدوار، وتضم نحو 20 فصلاً دراسياً ومساحة واسعة جداً تحوي أربعة ملاعب، لكرة القدم واليد والسلة والطائرة، إضافة إلى مرافق خاصة للمعلمين، ودورات مياه وأقسام أخرى، وأكد الأهالي ضرورة تدخل إدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، بعد أن لوحظ أنه يحاول بعض الأشخاص الفارين من قضايا مخدرات وغيرها الاختباء في المبنى، ما أثار الرعب بين السكان. وأبدى أهالي حي الفردوس، وهو الحي الذي تقع فيه المدرسة مخاوفهم من «كثرة تردد الشبان على المبنى». وقال أحد الأهالي: «إن هذا المبنى يقع وسط الحي، ولم نرَ أي جهود من إدارة التربية لإزالته، على رغم الأضرار الكثيرة التي أصابتنا بسببه». فيما صنف آخرون المبنى بأنه «متهالك». وشكا الأهالي من وجود أشخاص هاربين داخل المبنى من مروجي المخدرات، إذ تم ضبط مطلوب قبل فترة في قضية ترويج مخدرات، ما أثار الرعب بين الأهالي. فيما بدأ تجمع الكلاب الضالة منذ ستة أشهر. ووصف محمد السيهاتي، وهو أحد سكان الحي، المبنى بأنه «مهجور ومرعب في الوقت ذاته». وأضاف: «المدرسة احتضنت الكثير من أبناء سيهات، الذين تخرجوا منها على مدار العقود الماضية»، مطالباً بالإفادة من أرض المبنى بعد إزالته». وبلغ عدد الحرائق التي وقعت في المدرسة، خلال الأعوام الخمسة الأخيرة سبعة حرائق، إضافة إلى «الكثير من المشكلات التي تحدث داخله، مثل وجود شبان إلى ساعة متأخرة من منتصف الليل، وإزعاجهم لسكان الحي، ما يسبب الهلع والخوف المستمر»، بحسب قوله. وذكر أنه رفع شكاوى عدة، إلى المسؤولين «من دون فائدة». وأوضح أنه قام بجهود شخصية، «لم تسفر عن نتيجة إيجابية». وقال: «رفعت شكاوى إلى جهات حكومية، منها وزارتا الداخلية والتربية والتعليم، ومكتب التربية والتعليم في القطيف، وإدارة التربية في المنطقة الشرقية، إضافة إلى نشر صور وتقارير على مواقع إلكترونية، تؤكد صحة الشكوى، ومدى تأثر الأهالي، ولكن من دون أية إجابة من أحد».