أصيب ثلاثة أطفال، في حريق تعرضت له صباح أمس مدرسة بنات في مدينة الدمام، يعمل والدهم حارساً فيها. فيما أخليت 319 طالبة من المدرسة. كما شهدت مدرسة أخرى في مدينة سيهات مساء أول من أمس، حريقاً «كبيراً». بيد أنه لم يسفر عن خسائر بشرية أو مادية، لكون المدرسة مهجورة منذ نحو 15 عاماً. ولا يعد الحريق الأول الذي وقع فيها الأول من نوعه، ودفع تكرار الحرائق فيها الأهالي إلى توجيه «نداءات عاجلة» لإدارة التربية والتعليم في المنطقة الشرقية، «لمعالجة الوضع». وشهدت المدرسة ال39 الابتدائية في حي العنود في الدمام صباح أمس حريقاً، أدى إلى إصابة أبناء الحارس بإصابات مختلفة، راوحت بين «حروق بسيطة» و»اختناق» جراء استنشاق الدخان المنبعث من الحريق، الذي نشب إثر «تماس كهربائي». وقال المتحدث باسم الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد: «إن الحريق الذي شب في المدرسة ال39 في الدمام لم يخلف إصابات بين الطالبات. إلا أن أبناء حارس المدارس تعرضوا إلى إصابات بسيطة، نقلوا إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج على الفور. فيما تم إخلاء المدرسة، بعد أن تقدمت منسوباتها ببلاغ فوري إلى مديرية الدفاع المدني». وأضاف الحماد، في تصريح إلى «الحياة»، «نفذت خطة إخلاء احترازياً، شملت جميع الطالبات البالغ عددهن 319 طالبة، على رغم أن الحريق وقع في سكن الحارس. ولم تصب أي طالبة بالاختناق كما تردد، وتم استئناف اليوم الدراسي بعد السيطرة على الحريق من قبل فرق الدفاع المدني». وقال مرتضى الأربش (والد إحدى الطالبات) إلى «الحياة»: «إنه تم إخلاء الطالبات فور وقوع الحريق، وإبلاغ مديرية الدفاع المدني»، مبدياً مخاوف الأهالي من «وقوع الحريق في بداية فصل الصيف، وبخاصة أنه «تماس كهربائي» نتيجة عطل في المكيفات، ما يشير إلى عدم إجراء صيانة لخدمات المبنى، وهذا ما يرفع من مستوى الخطورة في المدارس»، مضيفاً «نخشى من وقوع كارثة حقيقية، وبخاصة أن المدرسة دور واحد، وغالبية الطالبات أكدن أن السبب هو عطل في مكيف». بدوره، قال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد علي القحطاني، في تصريح صحافي: «إن حريقاً وقع اليوم (أمس) في سكن حارس المدرسة ال39 الابتدائية، وهي مكونة من طابق واحد. وانحصر الحريق في صالة تبلغ مساحتها 16 متراً مربعاً. وامتد إلى المطبخ، وتأثر باقي السكن بالدخان. إلا أنه تم إخماد الحريق. الذي نتج عنه إصابة ثلاثة من أبناء الحارس بحال اختناق، وأحدهم تعرض إلى حروق بسيطة في اليدين. كما قامت فرق الإنقاذ بإخراج المصابين، ونقلهم إلى مجمع الدمام الطبي، لتلقي العلاج». وأشار القحطاني، إلى «إخلاء طالبات المدرسة ومعلماتهن. وتمت إعادتهن لاحقاً إلى المبنى، واستمر اليوم الدراسي بشكل طبيعي. فيما لا يزال التحقيق جارياً، لمعرفة سبب الحادثة، التي باشرتها ثلاث فرق إطفاء وثلاث فرق إنقاذ، وسيارتا سلالم. وتم إخراج المصابين وإسعافهم على الفور». إلى ذلك، تعرضت مدرسة ابن تيمية في مدينة سيهات مساء أول من أمس، إلى حريق في حشائش ومخلفات مُلقاة في فناء المدرسة المهجورة منذ نحو 15 عاماً. وقال الحماد: «لم تعرف أسباب الحريق حتى الآن». وكان سكان المنازل المجاورة انتقدوا في شكل متكرر بقاء مبنى المدرسة على رغم هجرانها، ما جعلها مأوى للحيوانات، ومكباً للنفايات، ويتكرر فيها الحرائق، إذ سجلت خلال 5 أعوام ما لا يقل عن 7 حرائق، فضلاً عن اشتباه الأهالي في وجود «أنشطة مشبوهة» يمارسها شبان داخل المبنى المهجور. وهو ما تطرقت له «الحياة»، في تقرير نشرته بتاريخ 29 تشرين (أكتوبر) الماضي، بعنوان «مدرسة «مهجورة» منذ 15 عاماً يرتادها شبان ليلاً... تثير «مخاوف» سيهات». إلا أن المتحدث باسم «تربية الشرقية» قال أمس: «تم إرساء إنشاء مبنى جديد على مقر مدرسة ابن يتيمة على شركة مقاولات. وسيبدأ العمل قريباً. ونحاول أن نقدم ما لدينا من جهود لتسريع بدء الأعمال في المبنى». وكانت إدارة شؤون المباني في إدارة التربية والتعليم، وجهت ب «بدء إعادة ترسية المشروع، بعد أن طرح المشروع مرات عدة في وقت سابق. وتم سحبه»، بحسب الحماد. وهذا كان من «أسباب تأخير العمل». يذكر أن المدرسة الواقعة في حي الفردوس، شيدت قبل 40 عاماً، وتتكون من ثلاثة أدوار، وتضم نحو 20 فصلاً دراسياً، ومساحة واسعة جداً، تحوي 4 ملاعب، لكرة القدم، واليد، والسلة، والطائرة، إضافة إلى مرافق خاصة للمعلمين، ودورات مياه وأقسام أخرى.