شكا أهالي مدينة سيهات (محافظة القطيف)، من مبنى مدرسي «مهجور» منذ 15 عاماً، أصبح يثير «مخاوف» السكان، بعد أن لاحظوا استخدامه لأهداف «مشبوهة»، وانتقدوا الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية، «لعدم التجاوب» مع مطالباتهم بإيجاد حل لمشكلة المبنى، الذي أصبح «مرتعاً للحشرات، ومكاناً مهجوراً». إلا أن «الحياة»، علمت أن «تربية الشرقية» تعتزم إعادة ترسية مشروع المبنى، وتشييد مدرسة جديدة. وتتكون المدرسة التي شيدت قبل 40 عاماً، من ثلاثة أدوار، وتضم نحو 20 فصلاً دراسياً، ومساحة واسعة جداً، تحوي 4 ملاعب، لكرة القدم، واليد، والسلة، والطائرة، إضافة إلى مرافق خاصة للمعلمين، ودورات مياه وأقسام أخرى. وأبدى أهالي حي الفردوس، وهو الحي الذي تقع فيه المدرسة مخاوفهم من «كثرة تردد الشبان على المبنى». وقال أحد الأهالي: «إن هذا المبنى يقع وسط الحي، ولم نرَ أية جهود من قبل إدارة التربية، لإزالته، على رغم الأضرار الكثيرة التي أصابتنا بسببه». فيما صنف آخرون المبنى بأنه «متهالك». ووصف محمد السيهاتي، وهو أحد سكان الحي، المبنى بأنه «مهجور ومرعب في الوقت ذاته». وأضاف أن «المدرسة احتضنت الكثير من أبناء سيهات، الذين تخرجوا منها على مدار العقود الماضية»، مطالباً بالإفادة من أرض المبنى بعد إزالته». وبلغ عدد الحرائق التي وقعت في المدرسة، خلال السنوات الخمس الأخيرة 7 حرائق، إضافة إلى «الكثير من المشكلات التي تحدث داخله، مثل وجود شبان إلى ساعة متأخرة من منتصف الليل، و إزعاجهم لسكان الحي، ما يسبب الهلع، والخوف المستمر»، بحسب قوله. وذكر السيهاتي، أنه رفع شكاوى عدة، إلى المسؤولين «من دون فائدة». وأوضح أنه قام بجهود شخصية، «لم تسفر عن نتيجة إيجابية». وقال: «رفعت شكاوى إلى جهات حكومية، منها وزارتي الداخلية، والتربية والتعليم، ومكتب التربية والتعليم في القطيف، وإدارة التربية في المنطقة الشرقية، إضافة إلى نشر صور وتقارير على مواقع إلكترونية، تؤكد صحة الشكوى، ومدى تأثر الأهالي، ولكن من دون أي إجابة من أحد». وبادر السيهاتي، قبل نحو عامين، إلى الاتصال بمسؤول في إدارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، فأخبره أن الوزارة بصدد «إنشاء مجمع تعليمي، باسم مجمع سهيل بن عمرو وهذا ما لم يتحقق. فيما لم يتم إزالة المبنى أو حتى الكشف عنه». وحذر جاره زكريا حسين، من خطورة المبنى على الأطفال. وقال: «المبنى خطر على الأطفال في ظل إمكانية تساقط أجزائه، ووجود بعضهم داخله يهدد حياتهم، لأن الجدران متهالكة، وبإمكان الأطفال الدخول إليه بسهولة». فيما أبدى عبدالله عليوي، مخاوفه من تحوله إلى «مصدر للأمراض، لأنه أصبح مكباً للنفايات»، مضيفاً أن «المبنى يقع وسط حي سكني، ويمثل خطراً علينا، فالبعض يعتبره مكباً للنفايات والمخالفات. ما يتسبب في مشكلة بيئية». فيما ذكر آخرون من سكان حي الفردوس، أن «مشكلات المبنى لا حصر لها»، مشيرين إلى أن عمال النفايات «يقومون بجمع المخلفات داخل المبنى، ورأينا سيارات خاصة بالبلدية، تأتي يوماً في الأسبوع، وتأخذ ما يتم جمعه على مدار الأسبوع، من حديد ومخلفات قابلة للبيع»، لافتين إلى تقديمهم «بلاغات أمنية عدة حول وجود لصوص في المبنى، إلا أنها لم تحظ بالتجاوب». بدوره، قال المتحدث باسم الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية خالد الحماد، في تصريح إلى «الحياة»: «إن مشروع إنشاء مبنى على أنقاض مدرسة ابن تيمية، تم طرحه مرات عدة، ثم سُحب المشروع. والمبنى حالياً ضمن برنامج إعادة الترسية»، متوقعاً أن يتم ذلك في «القريب العاجل».