بعد اقتحامها المجمع السكني لآل الأحمر في صنعاء، تمدّدت جماعة الحوثيين جنوباً إلى مدينة القاعدة القريبة من تعز. وشن وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي أمس أعنف هجوم له على الجماعة منذ توليه منصبه، ودعاها إلى تسليم مؤسسات الدولة التي وضعت يدها عليها، والالتزام بتنفيذ اتفاق «السلم والشراكة». وشدد على أن صنعاء تعرّضت لهزة عميقة أساءت إليها بسبب سيطرة الجماعة عليها، وعدم دفاع الجيش عن «الشرف العسكري». واستغرب كيف تفتّش «لجان شعبية» قوات الجيش. إلى ذلك كشفت وزارة الدفاع على موقعها الإلكتروني أن تنظيم «القاعدة» استبق عملية لتحرير رهائن، نفذتها قوات من مكافحة الإرهاب الاثنين الماضي، ونقل أميركياً وبريطانياً وجنوب إفريقي من كهف احتجزهم داخله في حضرموت إلى مكان غير معروف. وأكدت مقتل سبعة مسلحين خلال العملية وتحرير ثماني رهائنة، ستة يمنيين وسعودي وإثيوبي. وجاءت تصريحات وزير الدفاع غداة سيطرة المسلحين الحوثيين على المجمع السكني لآل الأحمر في صنعاء الأربعاء، وتمددهم جنوباً إلى مدينة «القاعدة» القريبة من تعز والتابعة إدارياً لمحافظة إب. ونشرت جماعتهم نقاط تفتيش في المدينة واستولت على المؤسسات ومنازل بعض القادة العسكريين المناوئين للجماعة. وتجددت أمس في محافظة مأرب الهجمات على خطوط نقل الطاقة بعد يوم على تفجير الأنبوب الرئيسي لتصدير النفط اليمني. وقالت مصادر قبلية ل «الحياة» إن قوات من الجيش اشتبكت في منطقة عرق آل شبوان مع المخربين الذين حالوا دون إصلاح الأضرار الناجمة عن الهجوم. في غضون ذلك كشف مستشار الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، أنه عقد اجتماعات مع القوى السياسية والقيادات الأمنية في سياق البحث في الخطوات اللازمة لتنفيذ اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الموقّع مع الحوثيين، بما فيه الملحق الأمني. وقال بنعمر: «الاتفاق نص على أنه فور تشكيل حكومة جديدة تُزال المخيمات التي أقيمت حول صنعاء وداخلها، ونقاط التفتيش غير التابعة للدولة في العاصمة ومحيطها، وركّز الملحق الأمني على تأكيد كل الأطراف ضرورة بسط سيادة الدولة واستعادة سيطرتها على أراضيها كافة». وأثارت سيطرة الحوثيين على منازل آل الأحمر في صنعاء حليف آل الأحمر، حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين)، إذ دان في بيان شديد اللهجة «انتهاك الحوثيين الحريات» و «اقتحامهم للمنازل». ودافع الحزب لأول مرة عن الجنرال الفار علي محسن الأحمر والقيادي في الحزب عضو البرلمان الهارب من اليمن حميد الأحمر. وفي نبرة لا تخلو من تهديد ذكّر الحزب جماعة الحوثيين ب «أن الأيام دول»، وطالب قادتهم ب «احترام حق الحياة والحرية ووضع حد لانتهاكات ميليشياتهم الصارخة ضد حقوق الإنسان، ووقف تعذيب المخطوفين والمخفيين قسرياً (...) وإطلاقهم فوراً ونقل بعضهم إلى مستشفيات لتلقيهم العلاج العاجل من آثار التعذيب الوحشي». إلى ذلك، دعا وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي الجماعة إلى «تسليم كل المؤسسات والالتزام باتفاق السلم والشراكة الوطنية». وقال خلال تفقّده أمس الوحدات العسكرية المرابطة في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة»، إن الاتفاق «يعطي جماعة الحوثيين حقاً ويفرض عليهم واجباً هو أن يسلموا كل مؤسسات الدولة إلى الحكومة والمسؤولين». وزاد: «للأسف وجدنا على بعض المعسكرات حراسات من ميليشيا الحوثيين ووجدنا أن كثيراً من الوزارات لا يستطيع أحد أن يديرها بسبب وجود الميليشيا، ويحز في النفس أن نرى طاقماً عسكرياً تفتشه لجان شعبية، فهذا لم يحصل في كل جيوش العالم». وشدد وزيرالدفاع على أن «المؤسسة العسكرية والأمنية في صنعاء تعرضت لهزة عميقة ونوعٍ من الإساءة تحدث في تاريخها للمرة الأول بسبب عدم الدفاع عن الشرف العسكري»، في إشارة إلى تسليم العاصمة للحوثيين من دون مقاومة تذكر أثناء اجتياحهم مناطقها في أيلول (سبتمبر) الماضي. لكنه لفت إلى أهمية «استيعاب المسلحين الحوثيين في أجهزة الجيش والأمن بعد حصولهم على التدريب اللازم.