بيروت، دبي، بغداد، لندن، موسكو - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - لم يتوقع حتى الأشد تشاؤماً الخسائر الحادة التي تكبدتها سوق الأسهم السعودية في الجلسات الأخيرة، إذ كانت توقعاتهم تنحصر في تراجع تصحيحي للأسعار، بعد ارتفاع مؤشر السوق 31 في المئة من قيمته في الثلث الأول من أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما بلغت قراءته 11149 نقطة، إلا أن تراجع أسعار النفط فاقم خسائر الأسهم، وسط مخاوف من احتمال تزايدها، بعدما ارتفعت الخسائر أمس لتصل إلى 224 بليون ريال منذ مطلع الأسبوع الحالي، فيما اتسع نطاق تأثير انخفاض أسعار النفط ليهوي بغالبية البورصات الخليجية، وأدى إلى انهيار الروبل الروسي. (للمزيد) وكان تدافع المتعاملين إلى عمليات البيع في جلسة أمس (الثلثاء) في السوق المالية السعودية سبيلهم لوقف الخسائر، بعد أن طاولت كل الأسهم وجميع القطاعات، ولم يكن قطاع «البتروكيماويات» المرتبط بأسعار النفط أكبر المتضررين، بل جاءت قطاعات «النقل»، و«الاستثمار الصناعي»، و«التشييد والبناء»، و«الأسمنت»، و«التأمين» في صدارة الخاسرين، لتضخم أسعار أسهمها في فترات سابقة. ومنذ مطلع الأسبوع الجاري، فقدت الأسهم السعودية 224 بليون ريال من قيمتها، لتهبط القيمة السوقية إلى 1.596 تريليون ريال، فيما بلغت خسارة المؤشر 13 في المئة من قيمته. ولم تكن الأسواق المالية الخليجية بعيدة عما يحدث للسوق السعودية، إذ تراجع مؤشر «سوق دبي المالي» بنسبة 7.3 في المئة، وتراجع سوق أبوظبي بنسبة 6.9 في المئة، أما بورصة قطر فخسرت 3.51 في المئة، وتراجع مؤشر سوق مسقط بنسبة 2.91 في المئة، وفقد مؤشر سوق الكويت 2.08 في المئة من قيمته. ودفعت الاضطرابات التي تشهدها أسواق العملات العالمية المستثمرين صوب الملاذات الآمنة، مثل الين والفرنك الفرنسي، مع تهاوي الروبل الروسي، وهبوط أسعار النفط إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل. وشهدت أسواق العملات تقلبات بعد يوم من قيام البنك المركزي الروسي برفع الفائدة 650 نقطة أساس إلى 17 في المئة، لوقف انهيار الروبل، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح وهوت العملة إلى مستوى قياسي منخفض فوق 80 روبلاً في مقابل الدولار. وحذر مصرف «غولدمان ساكس» من أن هبوط أسعار النفط الخام إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل يهدد مشاريع نفطية يقارب حجمها تريليون دولار. وأعلن وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف في ختام اجتماع طارئ لحكومة بلاده إجراءات لوقف تدهور سعر صرف الروبل لأسباب منها تراجع أسعار النفط. ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن تقرير أعده «غولدمان ساكس» أن إلغاء هذه المشاريع سيحرم العالم من 7.5 مليون برميل إضافية يومياً خلال العقد المقبل، أو 8 في المئة من الطلب العالمي على النفط حالياً. وسجل سعر نفط القياس العالمي «برنت» 59.18 دولار للبرميل في لندن، أي بتراجع 1.88 دولار قياساً إلى سعر الإقفال أول من أمس، بعد انخفاضه إلى 59.02 دولار خلال التعاملات، وهو أدنى مستوى منذ أيار (مايو) 2009. وهبط السعر بنسبة تزيد على 45 في المئة منذ منتصف حزيران (يونيو) بسبب إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط الصخري والإمدادات الكبيرة من نفط الدول الأعضاء في «أوبك» وخارجها وضعف الطلب في أوروبا وآسيا. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف لرئيس البرلمان العراقي الزائر سليم الجبوري إن بلدان المنطقة لا تفعل ما فيه الكفاية لدعم أسعار النفط المتهاوية التي أدت إلى خفض إيرادات الدولة في إيران بمقدار النصف تقريباً في ستة أشهر، وتعرض اقتصاد إيران لمزيد من الضغوط من جراء هبوط أسعار النفط.