تواصلت حروب «الإخوة الأعداء» في تنظيمي «داعش» و«النصرة»، فيما تحول الشبان السعوديون وغيرهم من الأجانب المنتمين إلى هذه التنظيمات الإرهابية إلى «حطب» لمعركة التنظيمين المولودين من رحم «القاعدة»، إذ أعلن «داعش» احتجاز نحو 40 من عناصره في سجون «النصرة» بمنطقة الغوطة الشرقية السورية، بينهم أربعة سعوديين. (للمزيد) وقسم البيان الأَسرى بحسب أسمائهم الحركية إلى «مهاجر» (غير سوري)، و«أنصاري» (سوري الجنسية)، وبلغ عدد من سموا «المهاجرين» نحو 13، بينهم أربعة سعوديين، هم: «أبوتميم، وأبوحمزة، أبوالطيب، أبوعلي»، وينحدر الأخير من منطقة الجوف (شمال السعودية). وأكد التنظيم في بيانه أن «تنظيم النُصرة غدر بهم»، ونشر عناصر تنظيمي «داعش» و«جبهة النُصرة» مقاطع تعذيب مُصورة، يتهم كل منهما الآخر بارتكابها في حق الأسرى من الطرف الآخر. وتداول متعاطفون مع «النصرة» (ذراع «القاعدة» في سورية) خلال الأيام الماضية مقطعاً مصوراً لتعذيب شبان في مكان يحوي شعار كتيبة «البتار» التابعة ل«داعش»، ادعت «النصرة» أنهم عناصرها المعتقلون في سجون «داعش»، فيما تداول عناصر «داعش» مقاطع لتعذيب أسرى في معتقلات «النُصرة». قال الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة حمود الزيادي: «إن الغدر والاعتقال والتصفيات الجسدية، بل حالات الاغتصاب، هي حوادث متتالية ومتوالية بين الجماعات المتطرفة، سواءً تجاه بعضها، أم داخل دوائر التنظيمات ذاتها، لطبيعة هذه التنظيمات التي تشيع بين صفوفها حالات الإقصاء والإلغاء الكلي للمختلف معها واستباحة دمه وماله وعرضه، لأن التطرف في الأساس مُصادِم لأية قيمة أخلاقية». ودعا الزيادي إلى «عدم الاستغراب من الممارسات غير الأخلاقية لأي تنظيم أو مجموعة متطرفة، أو حتى الفرد المتطرف».