نظمت حركة "حماس" مسيرات حاشدة اليوم الجمعة في قطاع غزة في الذكرى ال27 لانطلاقتها، بدلاً من المهرجان المركزي الذي عادة ما تقيمه في هذه المناسبة، حيث دعا مسؤولين كبار منها أنهم لن يعترفوا بإسرائيل، وأنهم سيعيدون تجربة غزة في الضفة الغربية. وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة خرج المشاركون في المسيرة من المساجد بعد اداء صلاة الجمعة، وهم يحملون رايات "حماس" الخضراء ويرفعون شعارات من بينها "غزة تنتصر والقدس تقاوم". وقال المكتب الإعلامي ل"حماس" إن هذه المسيرات ضمت 100 ألف من عناصرها. وأكد فتحي حماد القيادي في الحركة ووزير داخلية حكومة "حماس" السابقة خلال كلمة له في المسيرة، "نصرنا سيعظم ما عظم الحصار وعظم التآمر، والدليل هو هذه الحشود حول برنامج وخيار الجهاد والمقاومة". وأشار إلى أن "آلاف الشباب تقدموا للإنضمام إلى جيش كتائب عز الدين القسام، وجندت منهم القسام الكثير"، مطالباً الدول العربية "بدعم الحركة بالمال والسلاح، حتى نتمكن من تجنيد المزيد من أبنائنا". وشارك في هذه المسيرة اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة "حماس" السابقة، إلى جانب عدد من قياديي الحركة. وفي مسيرة مماثلة في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، قال محمود الزهّار القيادي البارز في "حماس" في كلمة له خلال المسيرة: "كما حررنا غزة وأقمنا فيها سلطة وطنية حقيقية، وكما وضعنا فيها أجهزة أمنية عينها على العدو، سنكرر نفس تجربة غزة في الضفة الغربية تمهيداً لوصولنا لكل فلسطين". وأضاف: "سننتصر ونحرر كل فلسطين، ومن يظن اننا قد نقبل بدولة بحدود ال67 ونعترف بإسرائيل، واهم أو مسطول فهو لا يعرف من نحن". ودعا "حركة فتح في غزة والضفة إلى مد أيديهم إلى إخوانهم هنا وهناك، يجب أن نكون شركاء في تحرير فلسطين وان لا تكونوا معطلين". وتابع: "لماذا تطلقون الرصاص في الهواء بينما العدو امامكم، يجب أن توجه كل رصاصة الى صدر العدو"، لافتاً إلى إطلاق مسلحين فلسطينيين النار بكثافة في الهواء الخميس، خلال تشييع زياد أبو عين مسؤول ملف الإستيطان لدى السلطة الفلسطينية الذي قتل الأربعاء، بعد تعرضه للضرب بأيدي جنود إسرائيليين، وهي مظاهر غابت منذ سنوات خلال الجنازات. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في حديث صحافي أمس، أن حركة "حماس" تعطل المصالحة الفلسطينية، وتجرها إلى مصالحها الحزبية الضيقة. وعادة ما تنظم حماس مهرجاناً مركزياً في ذكرى انطلاقتها، إلا أنها أعلنت هذا العام إلغاء مهرجانها "انسجاماً مع الأوضاع المعيشية لأهلنا في القطاع، وفي ظل الحصار الخانق وتأخير الإعمار المتعمد من السلطة والعدو الصهيوني"، وفق ما أعلنت الحركة في بيان سابق.