توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بكلمة مشحونة بالعواطف لجماهير حركة فتح والشعب الفلسطيني التي احتشدت بعد صلاة الجمعة في ساحة السرايا «ميدان الشهيد ياسر عرفات» في غزة، احياء للذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الحركة والثورة الفلسطينية. وقال عباس في كلمة متلفزة في رام الله بثت مباشرة خلال مهرجان الانطلاقة بغزة: سلام عليكِ يا غزة الحبيبة، يا حاضنة النضال، على مر تاريخه وبمختلف أشكاله، يا من ولدت من رحمها النواة الأولى لحركتكم الرائدة في العام 1957، سلام عليكِ يا غزة، يا مفجرة الانتفاضة الأولى. سلام على الصامدين في وجه الحصار. عباس: واجبنا جميعاً أن نوحد جهودنا وقلوبنا وعزائمنا لإنقاذ القدس واضاف: إن «فتح» الأمس، هي»فتح» اليوم، انطلقت من أجل فلسطين، وظلت فلسطين هي بوصلتها، ملتزمة طيلة مسيرتها بمبدأ لم تحد عنه، وهو أن الولاء هو للقضية، وأن الوحدة الوطنية هي الأساس الذي يقوم عليه العمل الوطني.. فلولا الوحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلنا الشرعي الوحيد الذي لا يقبل القسمة ولا الاستبدال، لما استطعنا أن ننقل حال القضية، من وضعية البؤس، ومن حجم خيمة لاجئين، إلى وضعية القضية الأهم على المسرح الدولي. وتابع عباس: لقد كان حالنا يوم انطلاقتنا أصعب مما هو عليه اليوم، فلم يكن العالم يعترف بوجود شعبنا خارج وضعية اللجوء والبؤس ولم تكن لنا كيانية ولا دولة على خارطة العالم السياسية، ولكن طليعة من هذا الشعب الأبي قررت تغيير مجرى التاريخ، فكانت ثورتكم المعاصرة التي نقلت قضية شعبكم، بالتضحيات والعزيمة والإيمان، إلى وضعية دولة لها علمها الذي يرتفع جنبا إلى جنب، مع أعلام بقية دول العالم في الأممالمتحدة. وقال عباس في كلمته: إن شعبنا الفلسطيني بأسره، يعيش تحت الاحتلال وفي الحصار، فيما عيوننا شاخصة وقلوبنا تتجه إلى القدس التي تتعرض لأعتى عملية استيطان، يسابق فيها المحتلون الزمن، ويظنونها سانحة، وواجبنا جميعا في هذه المناسبة، فلسطينيين وعربا ومسلمين ومعنا أحرار العالم، أن نوحد جهودنا وقلوبنا وعزائمنا لإنقاذ القدس، عاصمتنا الخالدة، وذلك من خلال توفير سبل الصمود ومقوماته، ومساندة أبناء المدينة الأبرار، مسلمين ومسيحيين. واضاف: على صعيد غزة، الأرض الفلسطينية الأولى التي خرج منها الجيش والمستوطنون، فإننا نولي جُل اهتمامنا لإنهاء الحصار عليها لكي تكون غزة حرة طليقة موصولة بباقي أجزاء وطننا». وتوجه بالتحية الى شهداء الشعب الفلسطيني وفي مقدمتهم القادة المؤسسين ياسر عرفات وخليل الوزير واحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي واسماعيل ابو شنب وجورج حبش وابو علي مصطفى، وفتحي الشقائق وبشير البرغوثي، وكذلك الرواد الأوائل مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني وأحمد الشقيري ويحيى حمودة وعز الدين القسام. كم توجه بالتحية الى الأسرى في سجون الاحتلال. فتاة تشارك في مظاهرة بالضفة الغربية وهي تحمل لوحة لمعتقلين أضربوا عن الطعام في السجون الإسرائيلية (أ.ف.ب) من جانبه، اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية «وفا» إن احتفالات غزة بالانطلاقة هي رسالة واضحة واستفتاء شعبي شامل على دعم الجماهير الفلسطينية للخط السياسي الصحيح للقيادة الفلسطينية ولرئيس دولة فلسطين محمود عباس. وأضاف ابو ردينة أن الربيع الفلسطيني الحالي هو ربيع الانتصار في الأممالمتحدة وربيع الموقف الفلسطيني المحافظ على الثوابت الفلسطينية. وتابع: إن رسالة الشعب الفلسطيني للعالم واضحة، خاصة في مواجهة التصريحات الإسرائيلية التي تحاول النيل من الرئيس محمود عباس والمواقف الوطنية والنيل من منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية واعلن متحدث باسم حركة فتح الجمعة بأن مئات الآلاف من الفلسطينيين يشاركون في مهرجان الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاق الحركة في ساحة السرايا في قطاع غزة. وقال فايز ابو عيطة لوكالة فرانس برس بان «مئات الآلاف يشاركون في المهرجان وهذا استفتاء شعبي بأن فتح رائدة النضال الفلسطيني». وهنأت حركة حماس في بيان حركة فتح في ذكرى انطلاقتها مشيرة الى انها «تعاملت مع هذا المهرجان باعتباره مهرجانا للوحدة الوطنية وتعتبر بأن نجاحه هو انجاز لحماس مثلما هو انجاز لفتح». واضاف البيان بان حماس «تعتبر هذه الأجواء الإيجابية خطوة على طريق استعادة الوحدة الوطنية». وهذه المرة الأولى منذ سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007 التي يقام فيها مهرجان جماهيري لحركة فتح في ذكرى انطلاقتها. وحمل المشاركون صورا للرئيس عباس، في ساحة السرايا بعد ان سمحت حركة حماس بإحياء الذكرى فيها للمرة الأولى منذ خمس سنوات. وأكد المكتب الإعلامي الموحد للأجنحة العسكرية لحركة فتح ان الحركة لن تسقط الكفاح المسلح من أجندتها والتي رسمت بدماء الشهداء. وشددت الحركة في بيان لها بمناسبة الذكرى ال 48 تلقت «الرياض» نسخة منه، «التفافها حول الرئيس أبو مازن في ظل الغطرسة الصهيونية والدولية والتحدي لكافة أشكال الضغط العالمي على الرئيس في التخلي عن الثوابت والحقوق المصيرية والتي حوصر واستشهد لأجلها سيد الشهداء أبو عمار والقادة العظام». وقال البيان: «ان عليكم أن تثبتوا إن رهانات الأعداء على حالة الانقسام ستفشل وستحطم أمام صمود شعبنا وتصديه لكل أشكال العدوان المتلاحقة على شطري الوطن وإعادة اللحمة وإنهاء كل أشكال الخلافات فالوطن يتسع للجميع وعدونا واحد مغتصب لأرضنا ومتنكر لحقوقنا». وشكرت الحركة اللجان العاملة على تجهيز ساحة السرايا لإقامة المهرجان المركزي في المحافظات الجنوبية لدولة فلسطين الجمعة. وأضافت في بيانها «من يراهن على زوال فتح فلينتظر طويلاً»، كما وشددت الحركة على انه لن يتوقف شلال الدم الفلسطيني إلا على أبواب وأسوار القدس الشريف بعد تطهيره من رجس المحتلين. وقال البيان «سنبقى المحررين لكامل تراب الوطن ولن نلقي السلاح إلا بالتحرير والاستقلال»، كما واعتبرت فتح «الكيان الصهيوني كيان معادي سنقاتل حتى دحره من فلسطين». من جانب آخر دعا رئيس الحكومة في قطاع غزة إسماعيل هنية، لاستثمار الأجواء الإيجابية المصاحبة لمهرجان انطلاقة حركة فتح ، وجعلها منصة انطلاق نحو المصالحة، مشددا على أن «قرار السماح بحفل الانطلاقة اتخذ قياديا بكل قناعة ورغبة حقيقية لفتح صفحة جديدة من العلاقة والاستفادة من التجربة الماضية. وجاءت أقوال هنية خلال استقباله، وفدا من حركة فتح ضم عضوي اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب وزكريا الأغا، وعدد من قيادات الحركة في غزة والضفة، حيث جدد هنية تهنئته للوفد بالإنطلاقة. وقال هنية: «ساهمنا جميعا في خلق هذه المناخات الإيجابية وندين بهذا التوفيق بعد الله سبحانه تعالى لشهداء الحرب الأخيرة على غزة». وأشار إلى أن قرار الموافقة على مهرجان حركة فتح كان نابعا من قاعدة جماهيرية وأمنية داعمة ومؤيدة للقرار، موضحا أن الأجهزة الأمنية أكملت خطتها للتعامل مع المهرجان. واستعرض هنية بعض المعلومات المتعلقة بأمن المهرجان، مشيرا إلى أن «المطلوب الآن قراءة التجربة الماضية والاستفادة منها على نحو يخدم مستقبلا أفضل لشعبنا الفلسطيني». من جانبه؛ شكر جبريل الرجوب هنية على الأجواء الإيجابية والمناخات المصاحبة لعقد المهرجان، قائلاً :»إن الجو الوطني العام تجاوز العوائق النفسية الماضية». وأضاف «نحن مع وحدة وطنية لها برنامج سياسي نضالي»، مشيرا إلى أن «الأجواء الحالية هي أجواء وحدة وطنية نعمل وإياكم لترسيخها، ونحن نقول إننا مع الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس وحق العودة».