أعلنت الحكومة السودانية أمس، أنها طردت عناصر من البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» شاركت في التحقيق في شأن مزاعم حصول اغتصاب جماعي في شمال الإقليم. وتوقعت الخرطوم مقاومة البعثة قرار خروجها من البلاد، ملمحةً إلى إمكانية اللجوء إلى التضييق عليها لدفعها إلى المغادرة. وقال وكيل الخارجية السودانية عبد الله الأزرق إن الحكومة متمسكة بمغادرة بعثة «يوناميد» ولن تبالي بأي قرارات دولية تعرقل الخطوة «حتى لو أصدر مجلس الأمن مليون قرار ببقائها»، مؤكداً وضع أكثر من سيناريو للتعامل مع الموقف. وأوضح الأزرق أن القوات المنتشرة في دارفور تعيش في رغد وتتغذى بأسماك «السالمون والجمبري والحليب الطازج» وكأنها في فندق «خمس نجوم» وسط مخيمات النازحين. وأكد أن الخرطوم تحظى بدعم دول إقليمية ودولية قوية وذات وزن ثقيل في مجلس الأمن، موضحاً أن «يوناميد» دخلت إلى البلاد برضا الحكومة ولن تستطيع العمل من دون موافقتها. ولمح إلى إمكانية إعاقة عملها، أسوة بالجارة أريتريا التي ضيقت على المنظمات الدولية، وأجبرتها على البحث عن وقود لسياراتها أثناء تأدية مهماتها، لافتاً إلى أن الحكومات لديها أساليبها الخاصة لإعاقة عمل المنظمات. واستبعد الأزرق صدور قرار جديد من مجلس الأمن بمنح تفويض جديد ل«يوناميد» من دون رغبة السودان. في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية –الشمال» في ولاية جنوب كردفان المضطربة. ونصب المتمردون أمس، مكمناً للجيش في منطقة الدشول بين مدينتي كادقلي عاصمة الولاية والدلنج ثاني كبرى مدنها، وقطعوا الطريق لبعض الوقت واندلعت اشتباكات تسببت بسقوط ضحايا من الطرفين. وتوعد وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين المتمردين بعمليات عسكرية، وأعلن عن تحرك الجيش في اتجاه جنوب كردفان والنيل الأزرق، مؤكداً أن عمليات الصيف ستنطلق قريباً. وفي سياق آخر، ناقشت لجنة مشتركة لترسيم الحدود بين السودان وجنوب السودان، عقدت في الخرطوم برعاية الاتحاد الأفريقي تنفيذ البنود المتعلقة بالحدود في اتفاق التعاون بين البلدين. على صعيد آخر، حذر حزب «المؤتمر الشعبي» من أي محاولات للمساس بزعيمه حسن الترابي. وأعلن استعداده لاستنفار قواعده للرد ومواجهة حملات التكفير التي أطلقتها جماعات سلفية أفتت بإهدار دم الترابي بسبب فتاويه التي تعتبرها تلك الجماعات تشكيكاً بالدين الإسلامي ومراجعه الأساسية. وثار أئمة بعض المساجد في الخرطوم الأسبوع الماضي، ضد تصريحات للترابي قال فيها إن شهادة المرأة مساوية للرجل مشككاً بالقول أن شهادتها تماثل نصف شهادة الرجل.