حذّرت تقارير دولية من تدهور الأوضاع الأمنية في ولاية جنوب كردفان المضطربة المتاخمة لجنوب السودان، في ظل تدهور مماثل في إقليم دارفور المجاور حيث أعلن المتمردون إسقاط طائرة حربية سودانية. وبالتزامن مع ذلك كشف تقرير للأمم المتحدة أن قرية قُتل فيها 13 مدنياً الأسبوع الماضي لم يعد فيها الآن سوى منازل محترقة وبقايا حيوانات نافقة. وقال مسؤول في بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم ل «الحياة» أمس إن المنظمة رصدت تزايد العنف في جنوب كردفان حيث قُتل أكثر من 90 شخصاً منذ تموز (يوليو) وحتى نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضيين، مشيراً إلى استخدام القوات الحكومية الطيران الحربي في العمليات خلال موسم الأمطار الذي يعطّل تحرك المعدات والآليات العسكرية. ورأى المسؤول الأممي أن استخدام الطائرات العسكرية ولجوء متمردي «الحركة الشعبية - الشمال» إلى قصف كادقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، ومناطق أخرى بالصواريخ أدى إلى زيادة عدد الضحايا المدنيين، وهدد نشاط وكالات دولية تعمل في الإغاثة ورعاية الأطفال. ورجّح أن يكون المتمردون لجأوا إلى استخدام الصواريخ في قصف كادقلي التي كانت آمنة في السابق، إلى رغبتهم في توجيه رسائل إلى الخرطوم والمجتمع الدولي مفادها أنهم يمكن أن يستمروا في القتال من دون أي دعم من جنوب السودان بعدما تمسّكت الحكومة السودانية بفك ارتباط الجيش الجنوبي مع متمردي كردفان والنيل الأزرق خلال محادثات أمنية بين الدولتين. وفي الإطار ذاته قُتل ثمانية أشخاص وأصيب 12 آخرون في مكمن نصبه المتمردون بين مدينتي الدلنج وكادقلي. وقال محافظ منطقة الدلنج موسى يونس إن المتمردين استهدفوا الطريق الرابط بين محافظته وعاصمة الولاية لكن الجيش تمكن من إحباط مخططهم وأعاد فتح الطريق خلال ساعتين. وأشار إلى تشييع جثامين الضحايا وسط سخط عارم على المتمردين. وقال المتمردون في ولاية جنوب كردفان أمس إنهم أسقطوا طائرة عسكرية تابعة للجيش من طراز «أنتونوف» روسية الصنع بعدما قصفت أهدافاً في الولاية. وذكر المتمردون في بيان أنهم أسقطوا الطائرة مساء الأربعاء في منطقة جاو قرب الحدود مع دولة جنوب السودان بعدما نفّذت ضربات جوية على مناطق في جبال النوبة. إلى ذلك، أعلنت ولاية شرق دارفور المجاورة لدولة جنوب السودان «وجود تعزيزات عسكرية غير عادية لجيش الجنوب» شمال بحر العرب، في خطوة «لا تتفق» مع أجواء اتفاق التعاون الذي تم توقيعه بين الدولتين أخيراً. وقال محافظ محلية بحر العرب في ولاية شرق دارفور إن «الحشود العسكرية لدولة جنوب السودان قتالية وغير عادية»، مؤكداً أن قوات الجيش الجنوبي عبرت شمال بحر العرب إلى داخل السودان. وأضاف: «إذا ما تمادت القوات في التوغل إلى الداخل، فسيتم الرد عليها وسيجدوننا معهم (في صدام) في الوقت المناسب». وناقش مجلس الوزراء السوداني في اجتماعه الدوري أمس برئاسة نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، نتائج اجتماعات اللجنة السياسية والأمنية بين السودان ودولة الجنوب التي عقدت في جوبا. وأنهت اللجنة اجتماعاتها من دون التوصل إلى اتفاق في شأن الملف الأمني. على صعيد آخر (أ ف ب) قالت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) إن أفرادها الذين وصلوا إلى قرية قتل فيها 13 من المدنيين الأسبوع الماضي، لم يجدوا فيها سوى منازل محترقة وبقايا حيوانات نافقة. ووصل فريق البعثة المشتركة إلى سغلي الثلثاء بعدما منعت القوات الحكومية السودانية قافلة أولى من الوصول إلى القرية. وقالت الناطقة باسم البعثة عائشة البصري إن الفريق «وجد قرية سغلي خالية تماماً ولا أثر للذين تركوها»، موضحة أنه وجد فيها «مقتنيات منزلية محطمة وحيوانات نافقة ومنازل محترقة». وتقع سغلي على بعد ثلاثين كيلومتراً جنوب شرقي عاصمة ولاية شمال دارفور. وقد تعرضت لهجوم الجمعة أسفر عن سقوط 13 قتيلاً في حادث وُصف بأنه «قبلي».