تمثّل كتب التراجم، التي تتناول حياة الأدباء المعاصرين، مصدراً مهماً وغنياً لمعرفة تفاصيل حياتهم، والعوامل التي ساعدت على تشكّل عالمهم الإنساني والإبداعي، وتلقي الضوء على أهم المحطات والمنعطفات الحياتية والأدبية التي تنقّل بينها الأديب. وهذه الكتب هي في وجهٍ آخر، تحية عرفان وتقدير لجهد الأديب، واعتراف جميل بفضله وحضوره الإبداعي، ودوره في حركة الأدب على الساحة المحلية والعربية، وهي قبل هذا وذاك تواصل متفاعل وفاعل بين أجيال مختلفة من الأدباء، بما يضمن تجدد عجلة العطاء الثقافي والأدبي. عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، في بيروت، صدر كتاب للروائي طالب الرفاعي بعنوان «إسماعيل فهد إسماعيل... كتابة الحياة وحياة الكتابة». وجاء في كلمة الغلاف: «حين وافقت على حضور أعمال ملتقى «شاهنده للإبداع الروائي الأول»، طُلب مني تقديم شهادة عن الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، وترددت في قبول هذه المهمة الصعبة، ولم أكن أدري حينها أنها ستجرني الى كتاب». وجدتني في حيرة عن طبيعة الدراسة الواجب كتابتها لتغطي أعمال الروائي إسماعيل فهد إسماعيل وحياته. رحت أفتش عن شكل مناسب لتلك الدراسة، أستطيع من خلاله أن أقدم إسماعيل فهد إسماعيل إنساناً وكاتباً. ولأن عنصر الوقت كان يلاحقني اتفقت معه على لقاءٍ قصير يمكّنني من تقديم ورقتي للملتقى. لكن اللقاء طال وتشعب، وخاض في الكتابة والحياة، وصار لقاءات عدة توزعت بين الكويت وعجمان، وها أنا أضع بين يدي القارئ الكريم لقاء خاصاً، طعّمته بشهادات ثقافية ونقدية عربية، كي يأخذ بعده الأوفى والأجمل، وليكون كتاباً في متناول القارئ العربي عن إسماعيل فهد إسماعيل. فوحدها الكتابة لها القدرة على جمع غريبين حول مائدة واحدة، ومدّ جسر وصلٍ لمشروع صداقة قد تنشأ بينهما». يحوي الكتاب على: شهادة روائية لإسماعيل فهد إسماعيل بعنوان «في حضرة الكتابة»، إضافة إلى قسم أول: إسماعيل فهد إسماعيل، كتابة الحياة وحياة الكتابة، وقسم ثان: شهادات نقدية عربية، جاءت بأقلام: صلاح عبدالصبور، د. جابر عصفور، فيصل درّاج، يمنى العيد، نبيل سليمان، مرسل العجمي، ياسين النصير، نذير جعفر.