شنت مقاتلات إسرائيلية مساء أمس غارات على مواقع قرب دمشق كانت استهدفتها قبل نحو سنة ونصف سنة، في وقت تكثّفت الجهود الديبلوماسية لتأمين إجماع حول اقتراح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بالتزامن مع توسيع روسيا اتصالاتها مع المعارضة السورية في إطار ترتيب عقد مؤتمر «موسكو 1». وأفادت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) بأن الطيران الإسرائيلي «استهدف» منطقتين في كل من الديماس شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان، وعلى تخوم مطار دمشق في جنوب شرقي العاصمة، وأن «لا خسائر بشرية» نتيجة القصف. ولم يصدر ليلاً رد فعل من الجانب الإسرائيلي على هذه المعلومات السورية. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن «مقاتلات يعتقد بأنها إسرائيلية شنت غارتين استهدفت إحداهما مستودعاً للصادرات والواردات في مطار دمشق، ولا يعلم ما إذا كان المستودع يحتوي أسلحة أم لا، فيما استهدفت الثانية مناطق عسكرية بمحيط الديماس في ضواحي دمشق، حيث سمع دوي نحو 10 انفجارات في المنطقة». وروى سكان في دمشق أنهم سمعوا انفجارات هائلة، في حين بث تلفزيون «المنار» اللبناني التابع ل «حزب الله» أن المقاتلات الإسرائيلية قصفت مناطق قرب مطار الديماس من دون إشارة إلى مطار دمشق. وتحدثت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري عن «سماع دوي عشرة انفجارات في محيط مساكن الديماس» قرب المطار الشراعي المتاخم للديماس. وكانت مقاتلات إسرائيلية قصفت في أيار (مايو) العام الماضي مواقع قرب «مركز البحوث العلمية» في الديماس، وقال مسؤولون غربيون وإسرائيليون آنذاك إن القصف استهدف صواريخ إيرانية كانت في طريقها إلى «حزب الله» في لبنان. في موازاة ذلك، وصل دي ميستورا إلى اسطنبول أمس للقاء قادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة هادي البحرة، قبل توجهه اليوم للقاء قادة الفصائل المسلحة في مدينة غازي عينتاب جنوبتركيا. وقالت الناطقة باسمه جولييت توما ل «الحياة» إن هذه اللقاءات تندرج ضمن المشاورات مع الأطراف السورية حول محاور خطة العمل لتجميد القتال بدءاً من مدينة حلب. وأكد صبحي الرفاعي، رئيس المكتب التنفيذي ل «مجلس قيادة الثورة» الذي يضم عدداً كبيراً من المجموعات المقاتلة: «مستعدون للمشاركة في أي اجتماع وفي حوار مع أي طرف من أجل مناقشة الموضوع السوري». وسيزور السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي دمشق في 13 الشهر الجاري لإطلاع المسؤولين السوريين على محاور الخطة بعدما وافقت دمشق مبدئياً على بحث تجميد القتال في حلب، خلال الزيارة السابقة لدي ميستورا إلى العاصمة السورية. وأمس وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى طهران لإجراء محادثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف والمشاركة في مؤتمر عن التطرف والعنف، بالتزامن مع المحادثات التي أجراها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع قيادة «الائتلاف» في اسطنبول. وأكد «الائتلاف» في بيان أن الطرفين «اتفقا على أن يشكل بيان جنيف الإطار التفاوضي المقبول الذي تبنى عليه أي عملية تفاوضية لتحقيق عملية الانتقال السياسي نحو نظام ديموقراطي تعددي». وشدد الجانب الروسي على «حوار سوري - سوري غير رسمي وغير مشروط، كمرحلة أولى قبل البحث في أي عملية تفاوضية مع النظام». وكان بوغدانوف التقى في بيروت أول من أمس وفوداً من «معارضة الداخل» بينهم المنسق العام ل «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» حسن عبدالعظيم ونائب رئيس «تيار بناء الدولة» منى غانم، على أن يلتقي وفوداً أخرى في موسكو الأربعاء المقبل. ميدانياً، استقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تعزيزات إلى محيط مطار دير الزور العسكري في شمال شرقي البلاد، وذلك من مدينة الرقة المجاورة والعراق، في ظل تصاعد المواجهات مع قوات النظام السوري، إذ شنّت مقاتلات النظام 11 غارة على مناطق في دير الزور، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان». ولفت المرصد إلى أن «جبهة النصرة» فجّرت عربتين في مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا بين دمشق والأردن، وحقّقت تقدماً ضد قوات النظام في المنطقة.