لم تؤت الجهود التي قام بها المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا في دمشق ثمارها أمس، والتي تناولت المقترح الذي تقدم به ميستورا في أكتوبر الماضي والمتضمن "خطة تحرك" في شأن الوضع في سورية إلى مجلس الأمن الدولي، تقضي "بتجميد" القتال في بعض المناطق وبالأخص مدينة حلب، للسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. فبعد عدة لقاءات عقدها المبعوث الدولي مع مسؤولين بنظام بشار الأسد، قال الإعلام الرسمي السوري إن اللقاءات تناولت مقترح تجميد القتال بحلب إلا أنها لم توضح ما انتهت إليه هذه اللقاءات، فيما أكد السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري أن حكومته مستعدة "للنظر" في اقتراح دي ميستورا لكنها تنتظر تفاصيل إضافية، وهو ما وصف من قبل مراقبين بأن المباحثات ما زالت عند المربع "صفر"، ولم تشهد أية تقدم في ظل عناد نظام الأسد. يذكر أن سورية ترفض إقامة منطقة عازلة أو "آمنة" على أراضيها، وهو اقتراح تطالب به تركيا الداعمة للمعارضة السورية. من ناحية ثانية، تمكنت قوات المعارضة أمس من استعادة بعض المناطق بمدينة عين العرب "كوباني" الحدودية والتي كانت تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، واغتنمت كمية من الأسلحة والذخيرة من قبضة التنظيم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من ألف شخص، معظمهم من مقاتلي التنظيم، قتلوا في مدينة "كوباني" منذ بدء هجوم هذا التنظيم الجهادي المتطرف على المدينة الحدودية مع تركيا في 16 سبتمبر الماضي. وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن في تصريحات صحفية، إلى أن "1013 شخصا قتلوا في معارك مدينة (كوباني) بين تاريخ بدء الهجوم ومساء أول من أمس، أغلبهم من مقاتلي "داعش" وعددهم 609 مقاتلين". وأضاف "قتل في هذه المعارك أيضا 363 مقاتلا ينتمون إلى (وحدات حماية الشعب الكردية) التي تدافع عن المدينة "إلى جانب 16 مقاتلا مواليا لها، ومتطوعا سوريا واحدا قاتل معها، و24 مدنيا". وذكر أن حصيلة القتلى في هذه المعارك بمحيط وداخل مدينة عين العرب لا تشمل أعداد مقاتلي تنظيم داعش الذين قتلوا في غارات التحالف الدولي على مواقع التنظيم في كوباني وأطرافها. وقالت تقارير إن الغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم الذي يسيطر على نحو 50 بالمئة من مساحة كوباني الواقعة بمحافظة حلب، نجحت في إعاقة تقدم عناصر "داعش" بالمدينة. وكانت الطائرات الأميركية قد نفذت 7 غارات قرب مدينة كوباني أول من أمس، استهدفت ثلاث مجموعات للمتطرفين وسبعة مواقع، دمرت خلالها مدفعية ثقيلة. من جهة أخرى، وبحسب المرصد السوري، فقد شهد الريف الغربي للمدينة أمس "قصفا عنيفا من قبل قوات البيشمركة الكردية ووحدات حماية الشعب، حيث استهدف القصف تمركزات لتنظيم "داعش"، إلى جانب تبادل لإطلاق في عدة مناطق. وقتل في اشتباكات أول من أمس، وفقا للمرصد، 13 مقاتلا من تنظيم داعش وستة مقاتلين من "وحدات حماية الشعب". في نفس السياق، هز انفجار ضخم مدينة كوباني لم تعرف طبيعته حتى مساء أمس، فيما قال المرصد السوري أمس، إن ما لا يقل عن 21 شخصا قتلوا وأصيب نحو مئة ليلة أول من أمس، بعد أن قصفت طائرات النظام بلدة في شمال البلاد يسيطر عليها تنظيم داعش. وقال المرصد إن طائرات هليكوبتر تابعة لقوات النظام ألقت براميل متفجرة، كما نفذت طائرات حربية غارات على مناطق في بلدة الباب التي تقع شمال شرقي مدينة حلب.