في تسجيل مصوّر بثه أمس، هدد تنظيم «القاعدة» في اليمن بإعدام رهينة أميركي يحتجزه منذ أكثر من سنة، وأمهل واشنطن ثلاثة أيام لتلبية مطالبه، فيما أعدَم ضابطاً سابقاً في الشرطة اليمنية في محافظة حضرموت (شرق)، متهماً إياه بأنه يعمل جاسوساً لدى جهاز الأمن القومي، وذلك بعد نحو سبعة أشهر على خطفه. في غضون ذلك، تظاهر مئات الطلاب في جامعة صنعاء ضد الوجود المسلح لجماعة الحوثيين في حرم الجامعة، وتنديداً بالانتهاكات التي طاولت عدداً من زملائهم، في وقت حذر وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي في اجتماع مغلق مع قادة السلطة المحلية وأجهزة الأمن في تعز (جنوب غرب) من أي محاولة لتقدُّم الجماعة نحو مدينة تعز، مشدداً على أن المدينة «خط أحمر أمام الميليشيات». مصادر أمنية قالت ل «الحياة» إن «توتراً ملحوظاً» شهدته مدينة تعز أمس وسط «توافد للمسلحين الحوثيين إلى بعض أحيائها». وأكدت أن الشرطة اشتبكت مع عناصر حوثية حاولت نصب خيم حول مبنى للشرطة، احتجاجاً على اغتيال ضابطٍ في مصلحة الأحوال المدنية قريب من جماعة الحوثيين يُدعى فكري البروي أول من أمس. وكانت سلطات تعز اتفقت مع القوى السياسية والحوثيين على تجنيب المحافظة أي وجود مسلح لأي طرف، في مقابل تعهد الأجهزة الأمنية والعسكرية ملاحقة مطلوبين تتهمهم الجماعة بالوقوف وراء اغتيالات طاولت بعض أنصارها في المحافظة. إلى ذلك، جاء تهديد تنظيم «القاعدة» بإعدام الرهينة الأميركي لوك سامرس الذي عمل في اليمن صحافياً ومترجماً لدى الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني، قبل خطفه من صنعاء، غداة هجوم للتنظيم بسيارة مفخخة استهدف منزل السفير الإيراني في العاصمة، أسفر عن مقتل نجل حارس المنزل وجرح 17 شخصاً. وتوالت ردود الفعل الدولية على الهجوم، إذ دانته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، فيما استدعت الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة اليمنية في طهران، وسلّمته مذکرة احتجاج دعت فيها صنعاء إلى «کشف منفّذي الهجوم ومعاقبتهم واتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية لحماية السفارة الإيرانية». واعترف تنظيم «القاعدة» في تسجيله المصوّر الذي ظهر فيه الرهينة الأميركي والقيادي في التنظيم نصر الآنسي، بمقتل عدد من عناصره في العملية التي يرجح أن قوات أميركية ويمنية نفّذتها قبل عشرة أيام لتحرير الرهينة، لكنها أخفقت في ذلك بعدما تبين أن الأخير ليس ضمن ثمانية مخطوفين حُرِّروا من قبضة التنظيم الذي كان يحتجزهم في كهف في جبال حضرموت. وأمهل التنظيم واشنطن ثلاثة أيام لتنفيذ مطالب «يعلمونها جيداً»، محذّراً من أي محاولة جديدة لتحرير الرهينة الأميركي سامرس المتحدّر من أصل بريطاني. ومما جاء في التسجيل: «نحذّر (الرئيس باراك) أوباما والحكومة الأميركية من مغبة إقدامهم على حماقات أخرى». وفي واشنطن اعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) امس ان الولاياتالمتحدة حاولت تحرير عدد من الرهائن، بينهم الاميركي لوك سامرز، الذين يحتجزهم تنظيم، لكن الجنود لم يعثروا على المواطن الاميركي. وعثر سكان في بلدة القطن وسط وادي حضرموت أمس على جثة رشيد الحبشي الضابط السابق في أجهزة الأمن وعليها آثار طلقات رصاص في الرأس والصدر. وكان «القاعدة» خطفه قبل نيسان (أبريل) الماضي، وسبق أن بثّ تسجيلاً مصوراً يعترف فيه الحبشي بالعمل لمصلحة جهاز الأمن القومي (المخابرات).