تمرُّ ساعات الانتظار ثقيلة على أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» المعتصمين في ساحة رياض الصّلح في قلب بيروت، فهم إن اعتبروا أنّ هذه المرحلة هي الأكثر جدية في مراحل التفاوض بعد توقيف مخابرات الجيش إحدى النساء التي تربطها علاقات قربى بقياديين في «داعش» و»النصرة» وزوجة القيادي في «النصرة» أنس شركس آلاء العقيلي، يخافون المبالغة في تفاؤلهم بقرب حل قضية أبنائهم. في غضون ذلك، أوضح الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن، أن «المرأة التي احتجزت في لبنان ليست زوجة زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، واسمها سجى عبد الحميد الدليمي، وهي شقيقة عمر عبد الحميد الدليمي الذي احتجزته السلطات العراقية وصدر عليه حكم بالإعدام لمشاركته في تفجيرات». وذكر أن «البغدادي متزوّج من اثنتين هما أسماء فوزي محمد الدليمي وإسراء رجب محل القيسي، ولا توجد له زوجة باسم سجى الدليمي، وأن الأخيرة كانت بين 150 امرأة أفرج عنهن من سجن تابع للحكومة السورية في آذار/ مارس في إطار مبادلة للسجناء تم بموجبها الإفراج عن 13 راهبة من معلولا». وقال إن «السلطات ما زالت تنتظر نتائج فحوص الحمض النووي للتحقق مما إذا كانت الفتاة التي كانت تسافر مع سجى هي ابنة البغدادي». ويشعر الأهالي ببرودة أعصاب ممزوجة ب «أمل من الله» كما تقول والدة الدركي المخطوف لدى «النّصرة» علي البزّال، زينب. وتضيف: «معجزة الله وحدها الآن تقدر على تحرير أبنائنا». كلام زينب «ليس استسلاماً بل تأكيد أن السياسيين عندنا بلا مسؤولية». وتقاطعها زوجة البزال، رنا الفليطي بالحديث عن أمل بما سمعته عن وعود أمير قطر بإعطاء تعليمات فورية بتفعيل الوساطة القطرية في ملف المخطوفين، مؤكّدة أنها لم تتلقّ أي اتّصال من أي مسؤول لبناني يطمئنها على سلامة العسكريين بعد بيان «النصرة» الذي هدد بقتل كل العسكريين. لم تكن مشاعر الأهالي مشابهة لمرات سابقة بعد بيان تعلن فيه «النّصرة» عن تهديدها. بعضهم توجّه إلى البقاع لتسوية أمور منزلية أو عملية والبعض الآخر يرتّب أمور خيمته. وكانت «النصرة» أصدرت بياناً شديد اللّهجة رفعت فيه من وتيرة التهديد، مؤكدة أنها لن تكتفي بمقتل حميّة أو بزّال أو قتل العسكريين كلهم، بل «إننا سننتقم لكل عرض انتهك أو طفل ذبح أو شرّد»، واصفة عمل الدولة اللبنانية ب»الضعيف باعتقال النساء والأطفال وتهدد ذويهم وتعدّ ذلك فخراً وبطولة». وقالت: «حاولنا مراراً أن نفتح باب المفاوضات في ملف العسكريين تحقيقاً للمصالح الشرعية إلا أن الجيش اللبناني أبى إلا أن يغلق هذا الباب تلبية لرغبات حزب اللات اللبناني». وردَّت على توقيفات الجيش بالقول: «جسدتم اليوم بأفعالكم سياسة الغاب التي انتهجها النظام السوري وحليفه حزب اللات، عندما اعتقلوا نساء أهل السنّة وجرمهم أنّ أزواجهم وإخوانهم يدافعون عن دينهم وأعراضهم، وها أنتم اليوم تعتقلون الأخت سجى وتهددون بقتل الأخت جمانة وتعتقلون نساء المجاهدين، فنقول لكم خبتم وخسئتم فلن تعدوا قدركم ولن تستطيعوا رمي الفتنة بين المسلمين». ولفتت إلى «أننا عندما أسرنا العسكريين لم نأخذهم من بيوتهم، وإنما أسرناهم وهم في حال حرب، عندما كانت مؤسستهم العسكريّة تدكّ المخيّمات وبيوت المدنيين، فهم أسرى حرب».