نددت الحكومة التي تقودها حركة «حماس» و «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بتصريحات الرئيس محمود عباس أمام حوالى 200 طالب يهودي، والتي قال فيها إن المطالبة بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها وفق القرار الدولي الرقم 194 مجرد «دعاية»، مضيفاً: «لن نسعى أو نعمل على أن نغرق إسرائيل بالملايين لتغيير تركيبتها السكانية». وقال الناطق باسم الحكومة إيهاب الغصين في بيان أمس: «إن حق عودة اللاجئين ثابت ولا يقبل النقاش، ويتربع على سلم أولويات الحكومة». وأضاف: «أن القدس هي عاصمة فلسطين ولا تقبل القسمة على اثنين أو أي شكل من أشكال التقسيم التي يسعى إليها الاحتلال، سواء كان زمانياً أو مكانياً». كما اعتبر القيادي في «حماس» النائب إسماعيل الأشقر في برنامج «بلا قيود» الذي تبثه إذاعة «الأقصى» التابعة ل «حماس» أن تصريحات عباس «تُعطي انطباعاً بأن فلسطين ملك لليهود»، واصفاً إياها ب «الأمر الخطير». واعتبرت «الشعبية» في بيان أن تصريحات عباس «تتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني وبرنامج وقرارات الإجماع الوطني»، وقالت إن قضية اللاجئين تمثل «حقاً وطنياً وشخصياً»، معربة عن رفضها «كل أشكال التطبيع الذي تقع في نطاقه مثل هذه اللقاءات التي لم تأتِ إلا بمزيد من التطرف في المجتمع الإسرائيلي». كما اعتبرت موقف عباس «تنازلاً خطيراً لا يعدو بالنسبة إلينا كونه موقفاً شخصياً لا يلزم أحداً». ورأت أن تصريحات عباس «تعني أن التنازل في شأنها وقع في محادثاته مع (وزير الخارجية الأميركي جون) كيري، وكذلك في ما يتعلق بيهودية الدولة (عندما) أشار إلى دعوة إسرائيل إلى أخذ قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وسننصاع له». ودعت «الشعبية» اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني وكل قطاعات الشعب الفلسطيني إلى «الوقوف بجدية أمام خطورة هذا الموقف، وما يمكن أن يشكله من أساس لإطار أو خطة كيري المرتقبة التي هدفها فرض حل على الشعب الفلسطيني يتناقض كلياً مع حقوقه الجوهرية له». من جهة اخرى (أ ف ب)، رحب الرئيس شمعون بيريز امس بتصريحات الرئيس عباس في شأن قضية اللاجئين الفلسطينيين، مؤكداً انها تظهر «جديته» في الوصول الى السلام. وأفاد مكتب الرئيس الاسرائيلي ان بيريز قال في مستهل اجتماعه مع نظيره البيروفي اولانتا هومالا: «كنت سعيداً لسماعه»، في اشارة الى تصريحات ادلى بها عباس. وتناول لقاء بيريز مع نظيره البيروفي عملية السلام وزيادة التعاون الاقتصادي والعملي والزراعي بين البلدين، وفق بيان صادر عن مكتب بيريز. يذكر انه تم قبول اسرائيل الاسبوع الماضي كعضو مراقب في تحالف المحيط الهادئ، وهو اتحاد تجاري يضم القوى الاقتصادية الاربع الاسرع نمواً في اميركا اللاتينية، وهي: تشيلي وكولومبيا والمكسيك والبيرو.