انتهى موسم صيد الروبيان في سواحل المملكة على الخليج العربي الأسبوع قبل الماضي، وسط حسرة من معظم الصيادين الذين أكدوا أن كميات الروبيان تقل عاماً بعد آخر، مشيرين إلى أن المخاوف التي أطلقوها قبل أعوام عدة من تأثر الثروة السمكية في المملكة بسبب ما تتعرض له الشواطئ من اعتداءات جائرة على المرابي، وسوء أساليب الصيد بدأت تتحقق. وكانت وزارة الزراعة ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية حددت موسم صيد الروبيان لعام 1434-1435 على ساحلي الخليج العربي والبحر الأحمر، إذ يبدأ موسم صيد الروبيان في الخليج من 24-9-1434ه (1-8-2013)، وينتهي 29-3-1435ه (31-1-2014). فيما يبدأ موسم صيد الروبيان في البحر الأحمر مع بداية يوم 25-10-1434ه (1-9-2013)، وبذلك يكون آخر موعد لتنزيل الروبيان من المراكب الخاصة بصيد الروبيان نهاية يوم 29-5-1435، (31-3-2014)، ويستمر منع صيد الروبيان في الخليج العربي مدة 6 أشهر، وهي الفترة المخصصة لتزاوج الروبيان، إذ يتم بعدها فسح الصيد 6 أشهر، تقوم خلالها مئات المراكب بصيد الروبيان، وتوريده إلى الأسواق. ولم تصدر الثروة السمكية حتى الآن، أي تقرير عن موسم صيد الروبيان، على رغم أنها تقوم سنوياً بعمل إحصاءات خاصة بهذا العام، ومقارنتها بالأعوام الماضية، كما أنها ترفض إعطاء أي تقديرات أولية عن حجم الثروة من الروبيان في الخليج قبل ظهور الأرقام النهائية. وأكد باعة سمك في سوق القطيف (أكبر أسواق الأسماك في المنطقة)، أن الأسعار شهدت ارتفاعاً خلال الأسابيع الماضية، نتيجة لقرب الموسم من نهايته، والتي أسهمت فيها موجة البرد التي تعرضت لها «الشرقية»، وقللت نسبة إبحار صغار الصيادين، وبالتالي قلة المعروض، مشيرين إلى أن الزبائن أقبلوا على شراء الأنواع التي تكون في العادة مرتفعة السعر، والتي تشح من الأسواق وترتفع أسعارها. وذكر بائع السمك محمد السادة، أن أسعار الروبيان بقيت مرتفعة مقارنة بالأسابيع الأولى عند بداية موسم الصيد، واستمرت في الارتفاع إلى نهاية الموسم، وستستمر في الارتفاع حتى يسمح من جديد بصيد الروبيان، وأشار إلى أن موسم هذا العام مقارب إلى الموسم الماضي، على رغم أن الأسعار لم تحافظ على معدلات مقبولة لدى البائعين والمشترين في الوقت نفسه، وأضاف أن الأسعار لهذا العام كانت خاضعة لكميات الروبيان التي تنزل السوق وقوة الطلب عليه، إذ شهدت الفترة الأولى كميات كبيرة كما هو معتاد في كل عام، ثم قلت بعد ذلك، وارتفعت معها الأسعار. وأشار إلى أنه من العلامات الإيجابية لموسم الصيد وجود الروبيان طوال أيام الفسح، إلا أن هذا لم يكن متحققاً، إذ بقيت الأشهر الأخيرة تعاني من شح في المعروض، وبقيت هذه الحال ملحوظة لدى الجميع، مضيفاً أن بعض الصيادين يرون أن ذلك مشابه إلى حد كبير للموسم الماضي، إلا أن قسماً منهم أكد أنه قل كثيراً، موضحين أن الصيادين ينتظرون الأرقام التي سيصدرها مركز الثروة السمكية لمعرفة إن كان هناك نمو في مخزون الروبيان في الخليج أم لا، مبيناً أنه في العادة لا تصدر أي أرقام تطمئن الصيادين على مصدر رزقهم. وأوضح البائع إبراهيم المعتوق، أن حجم سوق الروبيان في السعودية بحسب إحصاءات الثروة السمكية قبل نحو 5 سنوات كان يقدر بنحو 7 آلاف طن سنوياً، ويعتبر الكثير من الصيادين أن قرار تحديد صيد الروبيان بستة أشهر للسماح ومثلها للمنع له دور فاعل في زيادة أحجام الروبيان، على رغم ظهور بعض التجاوزات الفردية، وأضاف أن تعداد السكان ارتفع فلم نعرف حجم السوق، إلا أن المؤكد أن الأسعار لم تعد كما كانت عليه قبل خمس سنوات. وأشار إلى أن الأسعار شهدت انخفاضاً في بداية الموسم، بعدها ارتفعت وحافظت على ارتفاعها، ومع انتهاء الموسم سيكون وجود الروبيان قليلاً جداً وأسعاره مرتفعة. من جانبه، ذكر البائع عبدالله المسكين، أن الأسماك ليست أفضل حالاً من الروبيان، إلا أن كميات الصيد هذه الأيام مرتفعة عنه في الفترة الماضية، إلا أن الصيادين متخوفون من تقلب الأحوال الجوية في الفترة الحالية، ما يحول دون ثبات الكميات المعروضة، فتتفاوت الأسعار بين الارتفاع والانخفاض، وأشار إلى أن فترة الصيف تؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض أنواع من الأسماك ك«الهامور والكنعد والجنم»، إذ تشهد أسعارها ارتفاعاً طفيفاً عما هي عليه اليوم. وأضاف أن أسعار السمك تشهد انخفاضاً ملحوظاً خلال الفترة المقبلة نتيجة لزيادة كميات الصيد، موضحاً أنه مع انتهاء فصل الشتاء وبداية الصيف تزيد كميات الصيد، أما أيام البرد الشديد والحر القارس فإن الكميات تتدنى، إذ تتوجه الأسماك إلى قاع البحر. وراوحت أسعار سمك الهامور أمس في السوق ما بين 55 و65 ريالاً للكيلوغرام، والكنعد ما بين 50 و60 ريالاً، والشعري ما بين 25 و35 ريالاً.