تمنى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري على أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، «خصوصا أنه يرأس مجلس التعاون الخليجي في دورته الحالية والقمة العربية، العمل من أجل التقريب بين العرب والمسلمين بعضهم مع بعض والمساهمة في التقارب الإيراني- الخليجي، والسعودي خصوصاً، نظراً إلى انعكاس هذا التقارب إيجاباً على المنطقة العربية ولبنان وسورية خصوصاً». كما تمنى عليه «العمل لرفع حظر سفر الإخوة الخليجيين إلى لبنان». وكان بري الذي يزور الكويت حالياً بدعوة رسمية من رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، استهل زيارته بلقاء أميرها الشيخ الصباح في حضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في قصر بيان، وكان حديث عن التطورات على الساحة العربية. وشكر بري للكويت أميراً وحكومة ومجلساً وشعباً، «المبادرات الدائمة التي تقدمها دعماً للبنان ومساعدته»، وتطرق إلى قضية النازحين السوريين والفلسطينيين في لبنان، مشيراً إلى أن «عددهم صار بمعدل لبنانيين اثنين إلى نازح سوري». من جهته، أكد أمير الكويت: «أننا كنا وما زلنا نضع كل إمكاناتنا في مساعدة لبنان ودعمه في كل المجالات». وشدد على «السعي إلى ما طرحه الرئيس بري في شأن التقارب العربي والإسلامي وسفر أبناء الخليج إلى لبنان».ثم التقى بري في قصر بيان رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الأحمد الصباح في حضور السفير اللبناني خضر الحلوي والوفد المرافق لبري ومن بينه المدير العام لشؤون الرئاسة علي حمد والمستشار الإعلامي علي حمدان. مؤتمر صحافي وأكد بري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي ان «الكويت كانت دائماً الشقيق وقت الضيق في إزالة آثار حروب إسرائيل على بلدنا»، مجدداً دعوة الكويت «لزيارة لبنان لكسر هذا الطوق الخليجي، اذا صح التعبير، عبر منارة من منارات الديموقراطية في المنطقة»، مشدداً على «ان شعبنا يتعلم من دروس الماضي ولن يقدم لبنان على مذبح التوترات وتصفية الحسابات لاسيما بعد ان تألفت الحكومة بعد مخاض عسير». ونوه بري «بمتانة العلاقات الأخوية اللبنانية - الكويتية»، مشدداً على التعاون البرلماني بين البلدين، ومنوهاً بدور الديبلوماسية البرلمانية. وقال: «سنعبر المشكلات السياسية ولي ملء الثقة بوعي الشعب اللبناني لما يحدث من حولنا». وشدد على ان «المطلوب ان يتوحد الشعب الفلسطيني وإلا فالمؤامرة التي تحاك الآن بالنسبة الى الوطن وقيام فيديرالية مع شرق الأردن تنذر بالخطر الكبير، اضافة الى ما نسمعه اليوم وكل يوم من مشاريع تكفيرية وارهابية تطاول المنطقة العربية وخصوصاً في ما بين المسلمين». كما اكد انه «لا يوجد دين اسمه الدين الشيعي، ولا يوجد دين اسمه الدين السني، يوجد دين واحد اسمه الإسلام، هذا الدين فيه مذاهب متعددة. ليس من شيعي الا وهو سني، وليس من سني الا وهو شيعي. كل هذه المؤامرات التي تحاك في المنطقة للتفرقة الهدف منها ان تهيمن وتغتصب وتصادر ثرواتنا وأن تذهب بريحنا». وأعلن المرزوق «انه لا يوجد كويتي واحد لا يستذكر موقف لبنان العظيم أبان الغزو الصدامي القاسي، فشكراً لبنان بعد التحرير وشكراً لبنان اليوم وكل يوم». وأضاف: «اننا نعي اليوم أن اشقاءنا في لبنان بحاجه لأن نقف معهم ونساندهم ونشاركهم الأمر وفي بناء مستقبلهم»، مؤكداً انه «لا توجد اي مقاطعة لا من الكويت ولا من اي دوله خليجية، ونحن جميعاً سنرفع هذا الأمر متى استقرت الأمور أمنياً»، متوجهاً الى بري بالقول: «اعتقد ان زيارتكم المثمرة ستؤدي الى نتائج ايجابية جداً» وبارك تشكيل الحكومة اللبنانية وقال: «عندما توضع المصلحة العامة فوق اي مصلحة حزبية أو طائفية أو مذهبية تكون النتائج ايجابية». ثم جال بري والغانم في مبنى مجلس الأمة. ووجه بري له دعوة الى زيارة لبنان في اقرب وقت لتكون هذه الزيارة علاقة مضيئة في التعاون الثنائي وعودة الخليجيين والكويتيين إلى لبنان. الشيخ فيصل الحمود وكان بري استقبل في مقر إقامته الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح، الذي رحب بالرئيس بري وتمنى له طيب الإقامة في الكويت بين أهله وإخوانه وعشيرته والتوفيق في مهماته ونجاح الزيارة. وأكد الشيخ فيصل على «متانة العلاقات الأخوية الكويتيةاللبنانية بجميع مجالاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خصوصاً أن هناك تقارباً ومودة بين الشعبين الشقيقين». بدوره شكر بري الشيخ فيصل الحمود على زيارته وتواصله وحسن الترحيب، وبادله «المشاعر الأخوية الطيبة» وقال إنه «بين أهله في الكويت». وحضر اللقاء النائب طلال الجلال رئيس بعثة الشرف المرافقة والعميد سعود الطامي. والتقى بري في مقر إقامته صباحاً رئيس الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في لبنان عبد اللطيف الحمد، الذي قال بعد اللقاء: «كانت مناسبة طيبة للترحيب بالرئيس بري في بلده الثاني الكويت ولتداول مشاريع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، والتي نتطلع لأن تنطلق انطلاقة كبيرة بعد تأليف الحكومة الجديدة، ونأمل في أن يتأمن لها الاستقرار والنجاح في مهمتها».