تحفل طقوس الزواج في اليمن بعادات وتقاليد موغلة في القدم، بعضها ينطوي على «تمييز ضد المرأة وامتهان لكرامتها»، وفق ما يقول باحثون. ومن العادات التي ما زال يُعمل بها في بعض المناطق اليمنية، أن يدوس العريس بقدمه على قدم عروسه لحظة دخولها باب بيت الزوجية، لكي تبقى مطيعة له مدى الحياة. فإذا سبقته وداست على قدمه، تكون هي الآمرة والمتحكمة بالبيت، وفق الاعتقاد الشائع. وعلى رغم مظاهر الحداثة الظاهرة التي يشهدها اليمن على مستوى العمران ونمط العيش، فإن العادات والتقاليد القديمة، خصوصاً في الزواج، ما زالت سائدة في القرى والمدن. ولا يقتصر الأمر على الملابس والتزيين، بل يمتد إلى ممارسات يعتقد أنها تمييزية، ومنها أن يتولى أهل العروس إيصالها إلى بيت الزوج الذي يتلو لحظة كشفه وجه عروسه سورة «الفاتحة»، ثم يدعو قائلاً: «اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلت عليه»، وهو دعاء يُقال أيضاً عند شراء بعض الأدوات، مثل السيارة. موروثات شعبية في جزيرة سقطرى لا تُبَلَّغ الفتاة بزواجها وبهوية زوجها. وتبدو تقاليد الزواج في الجزيرة أشبه بطقوس الصيد. ومن هذه التقاليد ما يطلق عليه «السقطة»، إذ يُطلب من الفتاة المراد تزويجها أن تذهب مع الفتيات للرعي أو جلب الحطب. وفي الطريق، يختبئ لها والدها أو شقيقها، ثم يخطفها ويحملها على كتفيه أو يضعها في سيارة، ليأخذها إلى البيت. وفي بعض المناطق، تباغت الأم، أو أي امرأة من الأقارب، الفتاة المراد تزويجها برمي المقرمة (قطعة قماش) عليها، وتغطي بها رأسها ووجهها. ويصاحب ذلك إطلاق الزغاريد... وعندئذ فقط تعلم الفتاة أنها حُجبت، أي زُوِّجت. وتؤكد رئيسة «بيت الموروث الشعبي» الباحثة روى عثمان أن بعض طقوس الزواج يتضمّن تمييزاً ضد المرأة وامتهاناً لكرامتها. وتشير إلى أن بعض طقوس الزواج في اليمن تعود إلى ما قبل الإسلام. ولا يزال طقس الزواج في اليمن ذكورياً بامتياز، ويمثل مناسبة لاستعراض مهارات الذكر، مثل أن يحمل العريس يوم زفافه السيف والبندقية ويطلق الرصاص. وتنتشر في بعض المناطق القبلية والبدوية عادة «النصع» التي تتمثل في خروج مجموعتين من الرجال، تتكون الأولى من العريس وأهله، والثانية من أهل العروس. وتتبارى المجموعتان في إطلاق النار على هدف مفترض، يكون عادة على مسافة 600 متر. وغالباً ما يكون الفوز بإصابة الهدف من نصيب العريس. وتذكر مصادر تاريخية وثّقت العادات والتقاليد حتى القرن العشرين، أن العريس يتجه بعد إصابته الهدف إلى الجمل الذي يحمل هودج عروسه، فيمسك بخطمه ويسير به نحو بيت الزوجية. ويسير خلفه أهل العريس والعروس. وإذا حدث أن الجمل برك في الطريق، فمعنى ذلك أن العروس ليست عذراء، فتكون الفضيحة لها ولأهلها! وتشير معلومات غير مؤكدة إلى أن الذكر في بعض مناطق تهامة لا يُختن إلا ليلة زفافه. وتؤكد الباحثة عثمان أن هذه العادة موجودة في محافظة صعدة، وتعزو ذلك إلى ظاهرة الثأر. وتقول إن «بعض الأسر التي تخشى على ابنها الثأر تتحايل على ذلك بتأجيل ختانه، على اعتبار أنه ما زال طفلاً».