دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي الى «تشكيل حكومة، تلتزم الدستور والميثاق والعرف والثوابت والمسلمات الدستورية وتطبق ذلك بسلام وأي مخالفة لهذه الأمور من المؤكد نكون خرجنا عن الخط، ويؤدي ذلك الى الهاوية وافتعال أزمات في البلد». وقال الراعي من مطار بيروت قبيل توجهه الى روما في زيارة تستمر حتى 25 الجاري، يشارك خلالها في حضور اجتماعات للجان البابوية في الفاتيكان: «سيكون لنا لقاء مع البابا على يومين مع الكرادلة والبطاركة، اما بالنسبة الى مذكرة بكركي فهي وصلت الى البابا، وستكون موضع بحث خلال لقاءاتنا معه ومع المسؤولين في الفاتيكان، ولبنان بالنسبة للفاتيكان هو دائماً في الطليعة ويخافون عليه اكثر منا، نظراً الى قيمته ودوره في المنطقة العربية وعلى مستوى الأسرة الدولية». وقال رداً على سؤال: «الوقت اصبح ضيقاً جداً. نريد كما كل الشعب اللبناني حكومة لا تشكل أزمة او تحدياً لأحد في لبنان، وليس من المناسب، وعلى مشارف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خلق ازمة جديدة في البلد، وليس من كرامة رئيس الجمهورية ولا من كرامة الرئيس المكلف ان تشكل حكومة من الممكن الا تأخذ الثقة، فهذا يتعلق بكرامة من سيوقع على التشكيلة، اي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. فهل من الواقعية بشيء ان يوقعا على حكومة لا تأخذ الثقة بعد مضي عشرة اشهر، اعتقد ان كرامتهما تمس بالعمق في حال حصول ذلك كما تمس كرامة جميع اللبنانيين». وأضاف: «نريد حكومة لا تؤدي الى اي مشكل في لبنان، وعلينا ان نركز على الاستحقاق الدستوري اي انتخاب رئيس جديد للجمهورية وبعد ذلك تنجلي كل الأمور». وزاد: «لا أريد ان ادخل في موضوع المداورة او المناورة، ولكن اقول ان هذه الحكومة يبقى امامها شهر او شهرين فقط، فما بين تشكيلها وبيانها الوزاري وجلسات الثقة واستلام الوزراء نصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهل يستأهل ذلك خلق ازمات ومشاكل مداورة ومناورة، شبعنا مناورات، المهم تشكيل حكومة تهيئ للاستحقاق الرئاسي». وعن تأييده مواقف النائب ميشال عون في بكركي، أجاب: «قلت إن المذكرة تلتقي مع بيان «التيار الوطني الحر» في التمسك بالميثاق والدستور والعرف والمسلمات الدستورية والثوابت الوطنية، وفي ضوء هذه المبادئ يجب على المسؤولين ان يعرفوا كيف يشكلون حكومة والا يخرجوا خارج هذا الخط منعاً لاي ازمة». وعما اذا أيدت كل الاطراف وثيقة بكركي بما في ذلك «حزب الله»، أجاب: «وثيقة بكركي صدرت بعد مشاورات طويلة بدأناها في تموز (يوليو) الماضي مع كل الاطراف والمكونات، واستطعنا ان نعبر عن كل ما يختلج في قلوب جميع اللبنانيين، وأتت الوثيقة نتيجة سماع يومي ومشاورات ولقاءات وهذا ما ادى الى بنود هذه الوثيقة». وأكد أن «الوثيقة موجهة الى جميع اللبنانيين، وستكون في عهدة العهد الجديد ورئيس الجمهورية الجديد». وعن نداء الاستغاثة الأخير لراهبات معلولا من اجل اطلاقهن، أجاب: «هناك كرامة للانسان وكرامة للراهبات، فلا يجوز وضعهن رهن الاعتقال كرهينة للمطالبة بإخراج بعض الأشخاص من السجون فهذا امر معيب جداً للبشرية بأسرها، وكل الدول المعنية في قضية سورية أكان في السلام او في الحرب عليهم ان يتحملوا المسؤولية، وهذا الاعتقال وصمة عار في جبين هذا العالم». وحيا «الجيش اللبناني وقائده وندعو الله ان ينصره ويساعده ويقويه، واذا اسأنا او نكلنا بالجيش او أهناه - لا سمح الله - تكون اهانة شخصية لكل مواطن ومسؤول لبناني، نحيي كل تضحيات الجيش لأنه ليس مسيساً او فئوياً، فالارهابي هو ارهابي والمسالم هو مسالم والجيش في كل تاريخه لم يعتدِ على انسان من غير وجه حق، اما اذا كان البعض يريد ان يحمي ارهابياً من هنا او هناك او يغطي بعض او كل التجاوزات فهذا امر مرفوض منا جميعاً». السفير البابوي اما السفير البابوي غابريال كاتشيا فأكد تأييد الفاتيكان «لكل ما ورد في وثيقة بكركي من أفكار»، متمنياً: «احترام الديموقراطية وعمل المؤسسات الدستورية كما الاستحقاقات الدستورية». وقال ل«صوت لبنان»: «إن الفاتيكان تلقّى المذكرة بفرح كبير لأنها ترتكز على ما قاله البابا فرنسيس وهو يتشارك والبطريركية والكنيسة المارونية الرؤية ذاتها للبنان».