رحب مجلس المطارنة الموارنة ب «انتشار الجيش والقوى الأمنية في ضاحية بيروت الجنوبية وسواها، وتسلّمها شؤون الأمن فيها، وبانحسار ظاهرة الأمن الذاتي»، لافتاً إلى أن «تعطيل المؤسسات الدستورية وانكفاء دور المرجعيات الوطنية والمذهبية المعتدلة، من جهة، وتنامي حضور الجهات الأكثر تطرفاً في الداخل والمعتمدة على مراجع خارجية أصولية، من جهة أخرى، قد يدخل لبنان في طور تصادمي لا يرغب فيه، من مظاهره التجاوزات الخطيرة في حق الأفراد والممتلكات العقارية والمراكز الدينية، وغير ذلك من إخلال بالقانون». ورحب المطارنة ب «التوجه الدولي نحو تحييد لبنان عن الأزمة السورية وتأثيراتها وتداعياتها، وبالدور الذي يقوم به رئيس الجمهورية على هذا الصعيد، والسعي إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وسياسة المحاور، حفاظاً على دوره كمكان للقاء، وللحوار بين الثقافات والأديان». وشدد المطارنة الموارنة في بيان بعد اجتماعهم الشهري في بكركي أمس، على أن «تشكيل الحكومة يحتاج إلى شرط أساسي، هو تغليب مصلحة لبنان على المصالح الفردية والفئوية والمذهبية». وقال: «لا قيام لحكومة بشروط وشروط مضادة، أو بتدخلات خارجية على حساب سيادة الدولة. وحكومة لبنان لا تكون إلا لبنانية، وإذا كانت عكس ذلك فهي مشروع انقسام جديد في البلاد، أو أداة تجميد وسبب أزمة مفتوحة». ودعا البيان ب «إلحاح الأطراف اللبنانيين إلى تحييد أنفسهم عن الأزمة في سورية، من دون أن يعني ذلك التخلي عن التضامن الإنساني الأخوي مع الأشقاء السوريين، والحث على الحل السياسي بالحوار والتفاوض، بهدف المحافظة على وحدة سورية، وتأمين حقوق مواطنيها وجميع مكونات شعبها، وعودة النازحين من أبنائها إلى بيوتهم وأراضيهم»، مرحباً ب «التجاوب العربي والدولي في مسألة مساعدة لبنان في التخفيف من العبء المتفاقم، الناتج من التنامي المتزايد لأعداد النازحين السوريين». البابا ويازجي لاستقرار سورية ولبنان الى ذلك، أكد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي والبابا فرنسيس الأول «نبذ العنف والأعمال الإرهابية ورفض التطرف بكل أشكاله». ونقلت البطريركية نتائج زيارة يازجي الفاتيكان ولقائه البابا فرنسيس في بيان، موضحة أن «الطرفين شددا على أن الحل السياسي والسلمي الذي يضم الجميع إلى طاولة الحوار، هو الكفيل بتثبيت المسيحيين وإخوتهم في المواطنة في البلاد الأم، والضامن للاستقرار لإنسان هذا المشرق، خصوصاً في سورية ولبنان. ولفت إلى أن «هذه الزيارة تاريخية تدعو إلى اعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل المشاكل التي تعترض بلدان المشرق، ولإرساء أسس السلام والعيش المشترك فيها». وأضاف: «شكر يازجي للبابا مبادرة الصلاة التي أطلقها من أجل السلام في سورية وفي العالم كله، وتداول آلام شعبنا الذي يفتقد ومنذ خمسة أشهر راعييه المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي في حلب». وكان يازجي وصل إلى لبنان مساء أول من أمس.