رفضت حكومة الكيان الكرواتي المسلم في البوسنة الاستقالة، ما حتم تنظيم تظاهرات جديدة ضد السلطة والفقر أمس. ورفض رئيس الوزراء نرمين نيكسيتش المسلم من «الحزب الاجتماعي الديموقراطي» الاستقالة، وقال: «احترم حق المواطنين في التظاهر، وحتى في المطالبة باستقالة الحكومة، لكن رحيلي والوزراء سيشل الكيان». ودعا حزبه الى تنظيم انتخابات برلمانية مبكرة عن موعدها المقرر في تشرين الاول (اكتوبر) المقبل لتهدئة الاستياء الشعبي، وقال: «سنقدم الى البرلمان مشروعاً لتعديل قانون الانتخابات يسمح لنا بتنظيم اقتراع مبكر في اسرع وقت». لكن تعديل القانون الانتخابي يبدو مهمة صعبة، باعتبار ان اي قرار سياسي يحتاج الى الاجماع، في بلد يتشارك السلطة فيه ممثلون سياسيون ثلاث جماعات رئيسية هي: الصرب والكرواتيون والمسلمون، علماً ان سياسيين صربيين رفضوا تعديل قانون الانتخابات. على صعيد آخر، كشف مصدر رسمي ان حرق متظاهرين مبنى تابع لرئاسة البوسنة الجمعة الماضي، اتلف ارشيفاً للدولة يحتوي وثائق تاريخية تعود الى فترة كانت فيها البوسنة جزءاً من السلطنة العثمانية. وأوضح المصدر انه يجري تقويم الاضرار، بعدما طالبت ألسنة اللهب بعض الوثائق داخل مستودع الأرشيف، فيما تبللت أخرى بالماء لدى تدخل رجال الاطفاء. ووصف ادامير يركوفيتش، احد مسؤولي الارشيف، الأضرار بأنها كارثية للبوسنة، لأن الوثائق التي اتلفت لا يمكن ترميمها. لقد احرق المشاغبون ذاكرة البوسنة، وارتكبوا جريمة في حق الشعب». وتابع: «المؤسف ان الارشيف أتلف في زمن السلم بعدما حفظ خلال الحربين العالمية الاولى والثانية، وحرب البوسنة (1992 -1995)». وأعلن مدير الارشيف سبان زاهيروفيتش تشكيل لجنة لتقويم الاضرار، واقتراح دول المنطقة المساعدة في حماية الوثائق التي لم تتضرر. في صربيا، اصدر القضاء أحكاماً بالسجن تراوحت بين سنتين الى 20 سنة على تسعة من عناصر ميليشيات صربية قتلوا حوالى مئة مدني كوسوفي ألباني خلال النزاع في كوسوفو في 1998 و1999. وكان المتهمون جميعاً دفعوا ببراءتهم لدى بدء المحاكمة في كانون الأول (ديسمبر) 2010. وقالت القاضية سنيزانا نيكوليتش غاروتيتش في بيان الحكم: «ارتكب المدانون جرائم قتل واغتصاب بهدف بث الذعر بين المدنيين الألبان، وإرغامهم على الفرار من بيوتهم والنزوح من كوسوفو الى ألبانيا المجاورة». وكان المدعون اتهموا هؤلاء العناصر الذين ينتمون الى وحدة «سكالي» (أبناء آوى) بقتل 120 مدنياً ألبانياً، جرى التعرف الى 109 منهم حتى اليوم، في قرى زاهاك وبافلين ولوبيني القريبة من بيتش غرب كوسوفو من نيسان (ابريل) الى ايار (مايو) 1999. وحكم على ثلاثة من عناصر الميليشيات التسعة بالسجن 20 سنة، وعلى اثنين بالسجن سنتين، وأربعة آخرين بالسجن 15 سنة و12 سنة و10 سنوات وخمس سنوات.